قال رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، محسن بلعباس، أمس، في افتتاح أشغال الجامعة الصيفية لحزبه بمدينة سوق الإثنين ببجاية، إن أياما سوداء تنتظر جميع الجزائريين في حال استمرار العصبة الحاكمة في التشبث بالحكم وتوجيه البلد نحو المجهول، وبرر قوله باللغز المحير للجزائريين بعد الخرجة الأخيرة لرجال الأمن الذين حاصروا مقر رئاسة الجمهورية وانسحاب قوات الحرس الجمهوري من مواقعها وإخلاء رجال الأمن لأماكنهم وكأن طرفا في السلطة يريد تسليم الجزائر للمجهول. اعتبر محسن بلعباس أن المخططين لهذه المؤامرة يريدون إحداث ثورة مفبركة لقلب النظام من الداخل وإجهاض حلم الجزائريين بتحقيق الانتقال الديمقراطي بالطرق السلمية، متسائلا عن الجهة التي طلبت من أفراد الشرطة المحتجين المطالبة بتنحية هامل وتعويضه باسم “بوفلاقة”، وتساءل عن سر هذه الشخصية اللامعة التي تهدد عرش هامل. وقال بلعباس إن الشعب يريد تغيير النظام والانتقال إلى البديل الديمقراطي وليس زحزحة أركان أبناء النظام. وبالنسبة لبلعباس فإن الجزائر تواجه وضعية خطيرة جدا، موضحا أنه ليس من السهل على أي مواطن تقبل خروج الشرطة في مظاهرات عارمة وتحطيم جدار المنع الذي صانه النظام بفضل هذه القوات منذ ربيع 2001. وبرأي بلعباس الخطورة تكمن في طبيعة ونوايا الجهة التي تحرك الشرطة وتستغل “الميزيرية” التي يتخبط فيها الشرطي لصناعة ثورة داخل البلاط، معتبرا أن مطالب الشرطة شرعية لكن إخلاء المواقع الحساسة مثل السفارات والقنصليات والملاعب يحمل أضرارا كبيرة للجزائر، ويرهن مستقبل الأجيال القادمة. وحول الاستجابة السريعة للسلطة لمطالب الشرطة، أشار بلعباس أن الحكم دخل في هيستيريا وليس له المجال للاختيار، وهو ما يثبت، حسبه، أن السلطة لا تعترف إلا بالعنف في تعاملها مع قضايا المحتجين والمحرومين، موضحا أن الشرطة سلمت مفاتيح العاصمة لكل الحركات الاحتجاجية.
وأكد محسن بلعباس أن الاحتفال بالذكرى الستين لاندلاع الثورة هي فرصة من ذهب للنظام من أجل تسليم المشعل لأبناء الاستقلال الذين سيتحملون المسؤولية التاريخية بإنقاذ البلاد من الهاوية التي أوصلها إليها أتباع بوتفليقة، مبرزا أن الشباب الذين أحدثوا التغيير قبل ستين سنة بطرد المستعمر الفرنسي وتركيع النظام الديكتاتوري في 20 أفريل 1980 و2001 أمثالهم اليوم سيتكفلون بتحقيق البديل الديمقراطي. وذكر رئيس الأرسيدي، في تحليله للوضع السياسي في البلاد، أن اليوم جميع مؤسسات الدولة غير شرعية ومشلولة بسبب استمرار الانسداد السياسي، مشيرا إلى أن غياب السلطة في أعلى هيئة في الدولة لم يعد سرا على أحد وحتى من الشركاء الأجانب، وتأكد ذلك لما قرر رئيس فرنسا فرانسوا هولاند التحادث مباشرة مع الوزير الأول عبد المالك سلال حول الرهينة الفرنسي المغتال. وفي تطرقه للشق الاقتصادي أكد بلعباس أن تراجع أسعار البترول في الأسواق الدولية وارتفاع نسب البطالة والتضخم وتحذيرات الأفامي من النفقات الخيالية والتبذير، كلها مؤشرات تؤكد أن الجزائر لن تصمد طويلا، معتبرا تصريحات سلال حول ارتفاع نسبة النمو بحوالي 7 بالمائة بالقصة المضحكة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات