كان من المفترض أن يتولى مصعب حسن يوسف أحد المناصب القيادية في حركة "حماس"، خصوصاً أن والده حسن عمل على تأسيس الحركة وقيادتها في الضفة الغربية، لكنه بدلاً من ذلك تحول إلى "جاسوس إسرائيلي". وكشف مصعب، في مقابلة مع برنامج "أمانبور" على شبكة "سي إن إن" الأميركية (CNN)، عن أنه لم يتواصل مع أي من قادة الحركة منذ أن علموا أنه أصبح جاسوساً لإسرائيل، وقال: "لقد تبرأوا مني"، مشيراً إلى أنه اتخذ ما وصفها بـ"بعض القرارات الصعبة، في ظل الظروف التي عشتها، لكنني أرى أن تلك كانت الخيارات الأفضل." وتحولت قصة مصعب وعميل جهاز "شين بيت" الذي قام بتجنيده، إلى فيلم وثائقي يحمل اسم "ذا غرين برنس" (The Green Prince)، أي "الأمير الأخضر"، وقال مخرج الفيلم ناداف تشيرمان: "كان من المفترض أن يتولى مصعب قيادة الحركة بعد والده، إلا أن قراراته تغيرت ليبدأ بالتعامل مع إسرائيل، التي كان يعتبرها في ذلك الوقت عدوه اللدود.. إنها قصة مذهلة حقاً". وفي أحد مقاطع الفيلم، قال يوسف إن "التعاون مع إسرائيل هو أكثر ما يمكن أن يجلب العار للمرء"، وفقاً للثقافة التي يأتي منها، وأضاف: "دفعني الانتقام إلى العمل مع إسرائيل، لأنهم احتجزوا والدي عندما كان صغيراً، دفعني الكره تجاههم إلى العمل معهم". وأشارغونين بن إيزاك، العميل بجهاز "شين بيت" الذي قام بتجنيد يوسف ليصبح جاسوساً لإسرائيل، إلى أن "عملية تغيير تفكير الناس وتشكيلهم ليصبحوا جواسيس، يعتبر فناً تتمثل مهاراته في العثور على النقاط الضعيفة لدي الجاسوس، أو الجاسوسة". وعن ذلك، قال تشيرمان إن "غونين بدأ بالتلاعب في بداية الأمر، وكان يهدف إلى استغلال مصعب لتحقيق مصالح الحكومة والنظام الذي يعمل لصالحه"، مضيفاً: "لكن غونين انقلب على حكومته وعلى نظامه، وجازف بالكثير ليثق بمصعب، وفي الوقت ذاته، فإن مصعب جازف بالكثير ليثق بغونان، وعمل الاثنان خارج الأنظمة التي اعتادا عليها، وهو أمر خارج عن الطبيعة".
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات