استغـــلال الطاقـــات غير التقليديـــة في الجزائر يتطلب حوالي 300 مليار دولار

+ -

تقع الحقول الرئيسية للغاز الصخري في الجزائر والمعنية بمشروع الاستغلال الذي أعلنت عنه وزارة الطاقة وشركة سوناطراك في أحواض تيميمون، تندوف، رڤان، أهنات، مويندر وكذا بركين، الذي يمثل أكبر حوض، وهي الأحواض التي يجب “اتخاذ تدابير صارمة قبل الشروع في استغلالها”. وفيما يتعلق بالقضايا البيئية، فإنه من الضروري أن يتم فرض تنظيم صارم ليكون الجميع على علم بأن عملية التكسير بواسطة حقن المياه قد استخدمت لمدة عشر سنوات على حقول مجمع سوناطراك؛ والمستحدث أننا الآن في وضع جديد بفضل التقنيات الجديدة التي تشتغل لاستحداث كسور متعددة معا لجلب الغاز غير التقليدي من الصخور، ومن الصعب أن يرتفع إلى السطح. وعلاوة على ذلك، هناك تقنيات ضغط أخرى تستغني في جوهرها عن استعمال المياه، من خلال استعمال سوائل أخرى أو هلام، حيث تتمثل التقنيات الجديدة في التكسير بواسطة هلام البروبان، إذ يتم حقن الهلام في البئر جالبا الرمال والمواد المضافة لتقسيم الصخور والعودة إلى حالة الغاز الذي يمكن التقاطه بسهولة. ويعطي هلام البروبان أفضل معدل للإنتاج مقارنة بالماء، لأن السائل يمكن استيعابه في الصخور من خلال منع الغاز من التسرب. ويمكن أيضا استبدال الماء بالبروبان الحر (غير قابل للاشتعال) والذي سيقضي على استخدام المواد الكيميائية. وتتم العملية بحقن غاز البروبان الحر في شكل سائل في النقب، ومن ثم يصبح غازيا ويمكن بعد ذلك التقاطه  كما تم وضع تقنية جديدة من قبل الشركة شيميار انيرجي (Chimear Energy)، هذه التقنية  تسمح باستخراج الصخر الزيتي من دون استخدام التكسير الهيدروليكي. وبالتالي، فإن التنقيب يكون بالهواء المضغوط وليس هيدروليكيا، بل تستخدم الغاز الساخن وليس السائل لتكسير الصخر الزيتي. بدائل التكسير الهيدروليكي تميل إلى التخفيض الكبير من استهلاك المياه، وفي الوقت نفسه زيادة إنتاج الغاز؛ بعضها لايزال في مرحلة تجريبية وتحتاج لفحصها على نطاق أوسع، وتمثل التحدي في تقليل الأثر البيئي للتكسير الهيدروليكي لكلا حالتي التخزين وجودة المياه المعالجتين.  وفيما يتعلق بالاستثمار في استكشاف واستغلال الغاز الصخري أو ما يسمى الغاز غير التقليدي، فهي أكبر للغاية من تلك التي يجب أن تمنح للبترول أو للغاز التقليدي. فعلى سبيل المثال، تصل تكلفة تنفيذ عملية الحفر الكلاسيكي لاستخراج الغاز بحاسي الرمل إلى 10 ملايين دولار لسعر التنقيب للغاز التقليدي، وتتضاعف هذه التكلفة إلى ست مرات لاستخراج الغاز الصخري، مع العلم أنه من الممكن أن تكتشف حقول ليست مربحة ماليا، وأن عمر هذه الحقول لا يتجاوز خمس إلى ست سنوات. في الوقت الراهن، يعتبر هذا الجهد المالي الكبير إلى حد ما غير مفيد لمجمع سوناطراك، في جميع الحالات وليس على الفور. وهذا يتطلب، في المدى المتوسط إلى الطويل، الاستعانة قدر الإمكان بالشراكات الأجنبية. ويتعين  على مجمع سوناطراك الحصول على حصص في الشركات المتدخلة في الغاز غير التقليدي. من جهة أخرى، فإن تنمية الموارد البشرية المتخصصة مهمة جدا لمجمع سوناطراك، التي يمكن أن تكون عقبة تؤثر على تنمية الغاز الصخري.  ومن حيث احتياطيات البترول والغاز التقليدي، يقدر إجمالي الاحتياطيات المؤكدة في الجزائر بـ12,4 مليار برميل من البترول و4700 مليار متر مكعب من الغاز، بما يعادل 3 بالمائة من إجمالي الاحتياطي العالمي للغاز و1 بالمائة للبترول. ويجب أن ندرك أن أرمادة كاملة من الوسائل يجب أو توفر  للاستثمار ولاستغلال الموارد غير التقليدية، علما أن تقديرات الهيئة المختصة “ألنفط”Alnaft هي بحوالي 300 مليار دولار، من بينها 230 مليار دولار للحفر فقط وبالتالي أساسا في أجهزة الحفر.

إن الاكتشافات التي سيتم إجراؤها ستمكن الجزائر من الحصول على معلومات تقنية واقتصادية هامة وأكثر تفصيلا بالنسبة للاستغلال، وهذا الأمر سيستغرق سنوات، وبالتالي لا يمكنها أن تسلك إلا نهجا واحدا وهو متوسط / طويل الأجل وليس على المدى القصير. 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات