الرهانـــــات الحقيقـــــية للصحــــــافة خــــــــــارج اهتمامـــــــــــات بوتفليقــــــــــة

38serv

+ -

دعا رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أمس الإعلاميين الجزائريين إلى الانضمام لمسار استكمال البناء القانوني للمنظومة الإعلامية، لاسيما ما يخص تمثيلهم في سلطة ضبط الصحافة المكتوبة ومجلس أخلاقيات المهنة وآدابها. وذلك كما قال في رسالة بعثها إلى الإعلاميين الجزائريين بمناسبة إحياء اليوم الوطني للصحافة المصادف يوم 22 أكتوبر، بهدف “السماح لهم بالمساهمة والمشاركة في ترقية المهنة والدفاع عن مكاسبهم”.وأكد رئيس الدولة أن تخصيص يوم وطني لفئة الصحافيين الذي أقره منذ سنتين نابع من منطلق إدراكه “للدور الذي تلعبه هذه الفئة في الجهد الجماعي للمساهمة في البناء الوطني والقومي، وتعميق حرية التعبير، وإشعاع مثل الحق والعدالة في المجتمع، والذود عن مصالح الوطن”. ويرى الرئيس أن هذا السعي يأتي “تزامنا مع استمرار تعزيز منظومة الإعلام بالأطر التشريعية والتنظيمية الضرورية لاستكمال بنائها القانوني المرتكز على الأسس والمقاييس المعمول بها في العالم”. للإشارة، وصف قانون الإعلام الجديد من قبل الإعلاميين والحقوقيين والمنظمات الدولية بأنه مقيد لحرية الصحافة ويمثل تراجعا عن المكتسبات المحققة، خصوصا من خلال الخطوط الحمراء التي يضعها أمام الصحفيين بحجة المساس بالنظام العام والأمن. وذكر رئيس الجمهورية في رسالته بالمناسبة “لقد حرصت منذ صدور القانون العضوي المتعلق بالإعلام على أن يكون هذا البناء شاملا لكل النشاطات المرتبطة به، بما يكفل للصحافيين والإعلاميين وكافة المتدخلين أداء مهامهم في انسجام مع المهام المنوطة بهم، بعيدا عن أية مزايدة أو خرق للقانون أو مساس وتشويه للأهداف المتوخاة من هذه المهنة، بما يتنافى وقواعد أخلاقياتها وآدابها”. يأتي هذا في وقت لم ير قانون الإشهار وسبر الآراء النور منذ سنة 99 تاريخ تجميد قانون الإشهار، بالرغم من أن هذا الأخير يمثل حجر الزاوية في تطهير وترقية المهنة وتطورها، ويكرس الشفافية والاحترافية بالقطاع، ويضع حدا لتحويل الإشهار العمومي إلى مصدر ضغط وابتزاز يضر بالمهنة أكثر مما ينفعها، ولعل آخر مثال على ذلك ما فعله وزير الاتصال مع “الخبر”.من جهة أخرى، اعتبر الرئيس أن قرن هذا اليوم الوطني بمرجعية تاريخية، أي تاريخ صدور مجلة “المقاومة الجزائرية”، جاء “لتأكيد على الدور الريادي الذي قام به الرعيل الأول من الكتاب والمثقفين والصحافيين والإعلاميين الجزائريين من أجل انعتاق شعبهم واسترجاع سيادته وحريته المغتصبتين خلال أكثر من قرن وربع القرن من استعمار استيطاني غاشم”. كما ذكر أن تأسيس يوم وطني للصحافة المصادف لـ22 أكتوبر من كل سنة يأتي “في خضم الاستعدادات لإحياء الذكرى الستين لاندلاع ثورة التحرير المباركة”، مؤكدا بهذا الخصوص أن “روح نوفمبر 54 التي نسترجع ذكراها الستين هذا العام تملي على جيل اليوم إدراك طبيعة التحديات الجديدة المحيطة ببلادنا، في وقت تعددت وتشعبت فيه وسائط الاتصال الحديثة”. ومن هذه الزاوية دعا الرئيس بوتفليقة جيل اليوم إلى “الارتقاء إلى مستويات متقدمة من التضحية والتفاني للأخذ بزمام المبادرة والتصدي لمثل تلك التحديات”، مكتفيا بذلك دون الحديث عن القضايا والإشكالات المطروحة من قبل الأسرة الإعلامية بشأن غلق مصادر المعلومات واستمرار الاحتكار والفوضى في ميدان الإشهار العمومي وغيرها.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: