لفظ (السّماء) من الألفاظ المحورية في القرآن الكريم، وقد أقسم اللّه بها في مواضع عديدة من كتابه العزيز، ما يدلّ على قيمة هذا الجِرم الكوني وأهميته في حياة الكون عمومًا، وحياة الإنسان خصوصًا.يدلّ لفظ (السّماء) في الأصل على العُلو، والارتفاع، وهو مأخوذ من السّمو، يقال: سموت، إذا علوتُ، وسما بصره: علا، وسما لي شخص: ارتفع حتّى استثبته.ورد لفظ (السّماء) في القرآن الكريم في عشرة وثلاثة مائة موضع، ورد في جميعها بصيغة الاسم، فجاء في تسعين ومائة موضع بصيغة الجمع (السّموات)، من ذلك قوله تعالى: {ألم تعلم أنّ اللّه لهُ مُلْكُ السّماوات والأرض} البقرة:107. وجاء بصيغة المفرد في عشرين ومائة موضع، منها قوله سبحانه {وأنْزَلَ منَ السّماء ماء} البقرة:22. ولم يرد لفظ (السّماء) بصيغة الفعل في القرآن.وجاء لفظ (السّماء) مُعَرّفًا بالألف واللام في جميع مواضعه في القرآن الكريم، سوى خمسة مواضع، جاء فيها من غير تعريف، وبصيغة الجمع، أحدها: قوله سبحانه {فَسَوَاهُنّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ} البقرة:29.ولفظ (السّماء) يُقابل لفظ (الأرض)، وقد اقترن هذان اللّفظان في القرآن الكريم في واحد وتسعين ومائة موضع، اقترن منها لفظ (السّماء) مفردًا بلفظ (الأرض) في تسعة عشر موضعًا، منها قوله تعالى: {قُل مَن يَرْزُقُكُم مِنَ السّماء والأرض} يونس:31. واقترن لفظ (السّموات) جمعًا بلفظ (الأرض) في اثنين وسبعين ومائة موضع، منها قوله سبحانه {لَهُ ما فِي السّماوات والأرض} البقرة:116. وقد تقدّم لفظ (السّماء) على لفظ (الأرض) فردًا وجمعًا في جميع تلك المواضع، سوى أربعة منها، تقدّم فيها لفظ (الأرض) على لفظ (السّماء)، أحدها: قوله عزّ وجلّ: {إنَّ اللّه لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأرْضِ وَلَا فِي السَّماء} آل عمران:5.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات