38serv
ما هي قراءتك للعملية الانتخابية التي جرت يوم الأحد بتونس؟ كانت النهضة التشكيلة الوحيدة التي لها القدرة على التعبئة الشعبية والجاهزة لخوض الحملة الانتخابية. لكن الآن الوضع قد تغير وقد برز قطبان. فعدد الأحزاب الكبيرة، أكثر من 100 حزب (190 حزب)، سيتقلص إلى ثلاثة أو أربعة أحزاب كبرى وقد تزول هذه الظاهرة. هناك نتائج أولية تظهر فيها أحزاب مثل نداء تونس والنهضة والاتحاد الوطني الحر والجبهة الشعبية. أما حزب الرئيس المرزوقي فقد تراجع بسبب الأخطاء التي ارتكبها في حق الجزائر وليبيا وحزب الله، وحتى في حق الشعب التونسي، ما أضعف صورته وكانت له نتيجة سلبية على الحزب. فنداء تونس والجبهة الشعبية اللذان لم يكونا موجودين في 2011 صارت لهما قدرة كبيرة في تجنيد الرأي العام.كيف يكون بالنسبة إليك شكل الحكومة التي أفرزتها هذه الانتخابات؟ أولا، الحكومة يشكلها الحزب الفائز بالانتخابات التشريعية، والآن نداء تونس سيبحث عن حلفاء. طبعا الحكم يتقاسمه رئيس الحكومة ورئيس الدولة، والتخوف الكبير هو أن يكون الرئيس مختلفا عن الأغلبية في البرلمان. خاصة ونحن نعرف أن الانتخابات الرئاسية ستكون مختلفة.أنت تتحدث عن نداء تونس وتنسى النهضة، هي أيضا تشكل قطبا...النهضة عاقبها الناخبون على ما لم تحققه، من بطالة ووعود اجتماعية، كما أنها تسامحت في البداية مع الخطاب الإرهابي، ثم بدت الترويكا عاجزة وحتى قطر التي دافعت عنها بقوة لم تقدم شيئا. إضافة إلى ما قلته عن المرزوقي.وما هي قراءتك حول سير العملية الانتخابية ككل؟ نعم جرت تحت مراقبة الجيش والأمن، والحملة كانت فيها بعض التفاصيل لن نقف عندها، لكن بشكل عام كانت جدية.إذن بالنسبة إليك الخريطة السياسية في تونس تتوجه نحو ثنائية قطبية؟ نعم، الثنائية واضحة بينهما، وذلك ما يريده النمط الأمريكي، أي التداول بين قطبين أساسيين، غير أنه في تونس، الجميع موافق على النظام الليبرالي الرأسمالي.ألا تخشى خطر الثنائية التي حدث في الجزائر في بداية التسعينات وأدت إلى ما هو معروف؟ لا، تونس استفادت من التجربة الجزائرية ولن تكرر نفس الأخطاء، فهناك إمكانية للتحالف بين النهضة ونداء تونس.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات