الكرة الذهبية تحوّلت إلى "كرة نار" بين بلاتر ورونالدو!

+ -

في  مثل هذا التوقيت من العام الماضي أثار سيب بلاتر رئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم "زوبعة" حين أعلن تفضيله فوز ليونيل ميسي بجائزة الكرة الذهبية على حساب كريستيانو رونالدو على الرغم من أن سجل نجم ريال مدريد كان أفضل بكثير من نظيره نجم برشلونة، ولم يكتفِ رئيس الفيفا بذلك بل أرفق تصريحة بـ"استهزاء" بحق البرتغالي مشيراً إلى إنه يُنفق الكثير على تصفيف شعره أكثر مما يبذله على أرض الملعب. ولم يعجب هذا التصريح النادي الإسباني الذي إحتج رسمياً على ما تفّوه به السويسري قبل أن تُمنح الجائزة فيما بعد لرونالدو.  وتكرر الأمر هذا العام حين أعلن بلاتر أنه يفضّل فوز مانويل نوير حارس بايرن ميونيخ ومنتخب ألمانيا بالجائزة أكثر من ميسي دون أن يأتي حتى على ذكر رونالدو مع أن الأخير هو الأوفر حظاً والمنافس الرئيس للفوز بها للمرة الثانية على التوالي. ثارت ثائرة كارلو أنشيلوتي مدرب الريال ووجه انتقادات قاسية لبلاتر قبل أن يتراجع ويقول أن بلاتر كان يقصد أفضل لاعب في المونديال وليس في العالم.  من الواضح أن ما يجري في كل عام لدى إعلان هوية المرشحين للمنافسة على جائزة الكرة الذهبية يأتي في خضم المنافسة بين البرتغالي والأرجنتيني بمعنى أنها حلقة إضافية في مسلسل الصراع على الأفضلية بين اللاعبين، إلا أن تدخل بلاتر بهذا الشكل بدأ يُفقد عملية التصويت مصداقيتها، لتتحول الكرة الذهبية الى كرة ثلج حملت معها الكثير والكثير قبل أن تصبح "كرة نار" بين رئيس الفيفا ونجم ريال مدريد تتقاذفها الألسن بعبارة من هنا ورّدٍ من هناك، وهو ما طرح أكثر من علامة استفهام عن السر في العلاقة المتوترة بين بلاتر ورونالدو.  لا يستطيع سيب بلاتر أن يأخذ جائزة الكرة الذهبية في كل مرة إلى هذا المنحى بغض النظر عن الفائز بها، لأنه في الدرجة الأولى رئيس الفيفا أي أنه يتولى أعلى منصب في اللعبة الشعبية الاولى في العالم، لذلك فإن كل كلمة يقولها سيكون لها إنعكاسات سلبية إن لم تكن في مكانها، فعلى سبيل المثال لم تَسْلم جائزة العام الماضي من التشكيك والغمز واللمز بغض النظر عن أحقية كريستيانو رونالدو بلقبها، فلو فاز ميسي لقيل أن الأمر بسبب محاباة بلاتر وحتى عندما منحت لرونالدو ذهب البعض للقول ان رئيس الإتحاد الدولي أراد إظهار عدم تحّيزه لميسي، لذلك فإن بلاتر كان قادراً على تجنّب كل هذا التشكيك لو أبقى أمنياته سرية.  إلا ان البعض ربما يرى أن من حق بلاتر قول ما يريد لا سيما وأنه على رأس هرم كرة القدم في العالم، وأن ما يقدمه كل لاعب على أرض الملعب لا يمكن أن تحجبه تصريحات "الرئيس" خاصة وأن عملية التصويت لا تتعلق بأعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا إنما بمدربي وقادة المنتخبات المنضوية تحت لواء الإتحاد الدولي، لذلك لا يمكن لتصريحات بلاتر أن تؤثر على كل هؤلاء، كما أن من حق أي شخص في العالم أن يفضّل لاعب على آخر لمقوّمات يراها دون غيره.  عموماً ربما تكون الفترة التي تسبق وتلي إعلان الفائز بجائزة الكرة الذهبية هي جزء من جمالية هذه اللعبة والتي تختلف بأحداثها ومنافساتها عن جميع الرياضات الأخرى في العالم.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات