فسح سقوط الرئيس بلاز كامباوري من الحكم، في بوركينا فاسو، المجال لصراع الأجنحة في الجيش على كرسي الرئاسة. فأمام شغور منصب رئيس الجمهورية وحل البرلمان الذي يخول لرئيسه القيام بدور الرئيس بالنيابة حتى إجراء انتخابات رئاسية في ظرف شهرين، بإيعاز من ضباط الجيش، دخل العسكريون في صراع مفتوح على منصب الرئيس.
وطفت على السطح المنافسة المفتوحة بين رائد وعميد، ما يؤكد أن الرتبة في الجيوش الإفريقية، مرة أخرى، لا تعبر عن الكفاءة ولا الخصال. وقد أعلن قائد الأركان للجيش، الجنرال نبيري هنوري تراوري، تحمّل مسؤولية “رئيس الدولة”، وفق النص الدستوري. وأعلن، من جهته، الرائد إسحاق زيدا، نائب رئيس الأمن الرئاسي، هو الآخر تحمّل المسؤولية. وبدا هذا الأخير مبادرا أكثر من الأول وقد برز في المظاهرات، حين نصب نفسه ناطقا باسم الجيش في إدارة الأزمة. إذ قام مع مجموعة من الضباط بالتعبير أمام المحتجين، تارة معلنا استقالة الرئيس وتارة أخرى معلنا تعليق الدستور، فغلق الفضاء الجوي، فالاستحواذ على الحكم من طرف “القوات الحية” و”القوات المسلحة”. وأدلي بالتصريح تلو الآخر للتقليل من شأن الجنرال المنافس، والذي قال عنه إنه محسوب على الرئيس المخلوع. وتجاوز الخصمان جنرالا ثالثا متقاعدا، كوامي لوغي، الذي كان المتظاهرون يهتفون باسمه.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات