“عملاء فلسطينيون جندتهم إسرائيل مقـــــابل العـــــلاج لـــديها”

38serv

+ -

كيف تمكنتم من التوجه في قافلة طبية إلى غزة قبل غلق معبر رفح؟ تبعا للقوانين التي وضعتها الخارجية المصرية، فقد خاطبنا وزارة الخارجية الجزائرية والسفارة المصرية بالجزائر، ثم وزارة الصحة الفلسطينية التي نقلت الملف إلى السفارة الفلسطينية بالجزائر، وبعد الحصول على جميع الموافقات، أطلقنا القافلة الطبية الثالثة لـ“أميال من الابتسامات”، والتي كان من المفروض أن تدخل أثناء الحرب، حتى يكون لها دور في علاج جرحى العدوان الإسرائيلي، لكن الأوضاع كانت مشددة ومعبر رفح مغلق، فلم نتمكن من الدخول إلا بعد انتهاء الحرب، حيث جاءتنا الموافقة من الخارجية المصرية، ودخلنا غزة في 15 أكتوبر 2014، ولبثنا 10 أيام في غزة.هل أدخلتم أدوية معكم إلى غزة؟ أخذنا كمية من الأدوية والتجهيزات الطبية التي تقدر قيمتها بمليون ونصف مليون دولار، وكانت موجودة في ميناء بور سعيد منذ شهرين، حيث جاءتنا من أوروبا، وبالضبط من بلجيكا وأيرلندا والسويد، لأن قوافل أميال من الابتسامات هيئة عالمية مكونة من 33 دولة، وهذه هي القافلة الثلاثون التي نرسلها إلى غزة باسم قافلة أميال من ابتسامات، وهي القافلة الطبية الثالثة من نوعها، وتم إرسال شحنة الأدوية قبل 3 أشهر، وبقيت في ميناء بور سعيد شهرين، وعندما وصلنا إلى بور سعيد ضمن القافلة الطبية التي كانت لأول مرة من الجزائريين فقط، تمكنا من إدخال الأدوية والتجهيزات الطبية إلى القطاع.ألم تفسد الأدوية؟ نحن لدينا مبدأ أن لا نأخذ الأدوية سريعة التلف، لذلك نشترط دوما على المتبرعين أن تكون الأدوية طويلة الصلاحية بالنظر إلى الوضع الخاص لمهمتنا التي تجابهها كثير من العوائق، وبالأخص عدم انتظام فتح معبر رفح.ما هي أهم الأدوار التي قام بها الوفد الطبي في غزة؟ هناك جرحى لا يمكنهم الخروج للعلاج في مصر أو إسرائيل، خاصة أولئك الذين يكون أحد أفراد عائلتهم من المقاومين، وقمنا هناك بعمليات يستعصي إجراؤها داخل القطاع، وكان معنا طبيبان في جراحة الأطفال وجراحة العيون أدخلوا تقنيات جديدة في الجراحة، بل ودربوا أطباء فلسطينيين في كيفية إجرائها، خاصة أن العدوان الإسرائيلي الأخير أصاب عددا كبيرا من الأطفال بجراح مختلفة، وبهذه المناسبة أوجه نداء إلى كل طبيب جزائري مختص في جراحة الأطفال أن يرافقنا لمدة شهر إلى غزة، لأنهم بأمس الحاجة لهذا النوع من الجراحة، كما كانت لدينا حالة لمريض لديه ورم في الدماغ استعصى علاجه في مصر وإسرائيل، وأخبره الأطباء هناك أن حالته ميؤوس منها، وما عليه سوى انتظار الموت، وعندما جاء الوفد الطبي الجزائري أجريت له عملية جراحية ناجحة في الرأس وتحسن وضعه الصحي.ما هو عدد العمليات التي تم إجراؤها خلال 10 أيام؟ أجرينا 50 عملية جراحية و450 فحص طبي، لكن أود أن أشير إلى نقطة حساسة وخطيرة جدا اكتشفناها في غزة، فكثير من العملاء الفلسطينيين الذين يتم تجنيدهم هم من المرضى الذين يتم ابتزازهم عند دخولهم إسرائيل عبر معبر إيريز، ويخيرون إما العمل معهم كمخبرين أو منعهم من دخول إسرائيل للعلاج من أمراض استعصى علاجها في غزة، وخلال العدوان الأخير كشف لنا مقاومون فلسطينيون أنهم ألقوا القبض على عدد كبير من العملاء، كثير منهم جندوا بهذه الطريقة، وهذا ما يبين أهمية القوافل الطبية في إنقاذ الناس من شباك العمالة، والطبيب الجزائري مطلوب بكثرة في غزة لأنه أثبت جدارته في الميدان.كيف وجدت غزة بعد العدوان الصهيوني؟الفنادق التي اعتدنا الإقامة فيها لم تُمس، لكني صدمت لما رأته عيني من همجية، فقد زرت غزة كثيرا بعد الحروب التي شنت عليها في السنوات الماضية، لكن هذه المرة وجدت حقدا صهيونيا مجسدا على الأرض، فرسالة القصف الإسرائيلي ليست القضاء على المقاومة، وإنما كان عملا ممنهجا للقضاء على البنية التحتية الاقتصادية والخدماتية في غزة، كضرب خزانات المياه وتدمير كل المصانع وحتى الطرق التي عبدت بفضل المنحة القطرية، وحي الشجاعية المكتظ بالسكان دمر عن آخره على مدى ألف متر.وما هو الهدف الذي يريد الاحتلال الوصول إليه؟ يريدون الصهاينة إيجاد وضعية اجتماعية ستنقلب بعد فترة على المقاومة، فالاحتلال الصهيوني عاقب الشعب الفلسطيني في غزة لوقوفه مع المقاومة، فبعد سقوط الأمطار مؤخرا وقعت كارثة، حيث غمرت المياه الخيم والبيوت الجاهزة، والاحتلال يريد أن تظهر جبهة متذمرة من الأوضاع المأساوية هناك، حتى يتمرد سكان القطاع على المقاومة، فالحرب على غزة لم تنته، فإن هناك أطرافا أخرى تقود حربا من نوع آخر على غزة، من خلال منع دخول مواد البناء وتشديد الخناق والحصار عبر غلق المعابر.هل هناك قافلة أخرى ستتجه قريبا إلى غزة؟ هناك قافلة قيادية للهيئة الشعبية العالمية لدعم غزة سيدخل وفد منها لتقييم الأوضاع في القطاع، ويكون محملا بالمساعدات، لكن أود أن أشير إلى أن “أونروا” اتخذت قرارا خطيرا برفض إعادة إعمار البيوت التي يكون أحد أفرادها من المقاومة، وأناشد بالمناسبة الجهات الرسمية في الجزائر أن تكون هناك ضغوط حقيقية لفتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، لأن الوضع خطير جدا، خاصة أننا مقبلون على فصل الشتاء، كما أستنكر الاعتداءات على المسجد الأقصى ومحاولة تقسيمه مكانيا وزمنيا، وهذا يمثل بداية لتهويد الأقصى، لذلك على الأمة أن تكون لها وقفة جادة لردع العدو الصهيوني.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: