يعلن المغرب، اليوم، قراره النهائي حول ما إذا كان سينظم كأس أمم إفريقيا لكرة القدم 2015 في أجالها أو التنازل عن التنظيم، استجابة للمهلة الأخيرة التي حددتها له الكونفيدرالية الإفريقية قبل حسم الملف، إما بالإبقاء على تنظيم الدورة في المغرب في آجالها، أو إسناده لبلد آخر. وستكون المملكة المغربية مطالبة بتقديم موقف واضح حيال تنظيم كأس أمم إفريقيا 2015، بعدما استنفدت كل المناورات لإلزام الكاف على الموافقة على تأجيل الدورة، وأيضا إدراكها أن الهيئة القارية لن تتراجع عن موقفها بإقامة الدورة القادمة في آجالها، (شهرا جانفي وفيفري القادمين)، خاصة بعدما فتحت الباب لاعتماد الصحافة لتغطية الحدث الكروي. ولم تنفع المغرب القبضة الحديدية التي تورط فيها، حيث وجد نفسه أمام خيارات صعبة. فإذا وافق على تنظيم الدورة، فمعناه أن تخوفه من انتقال فيروس إيبولا إلى أراضيه كانت حجة واهية، كان صعبا تسويقها. أما في حال تنازله عن التنظيم، فمعناه أن المغرب سيكون عرضة لعقوبات صارمة، تجعله يغيب عن المنافسات الرسمية القارية والدولية لفترة طويلة. ورغم أن الكاف أبدت صرامة حيال الملف بإمهالها المغرب إلى غاية اليوم للرد على طلبها، إلا أن المملكة بدت وكأنها تريد الاستثمار في آخر لحظات صبر أصحاب القرار في الهيئة القارية، بدليل أن وزير الشباب والرياضة المغربي، محمد أوزين، صرح أن حكومته ستأخذ كل الوقت لاتخاذ موقفها من التنظيم بعد التشاور مع لجنة برلمانية، كما كشف أن القرار القادم للمغرب استراتيجي وهام ويتطلب وقتا وتفكيرا معمقا قبل حسم الموقف. وتولت الحكومة المغربية تدارس الملف، برغم أن الناطق الرسمي للحكومة المغربية، مصطفى خلفي، قال إن الملف لم يتم تناوله في مجلس الحكومة الأخير، مفضلا التكتم على تاريخ إصدار القرار، في رده على استفسارات الصحافة المحلية. ويبدو أن المغاربة لم يريدوا الاستعجال في كشف الورقة الأخيرة، خاصة بعدما قال ممثل مكتب الإعلام في الكاف، إن الباب ما تزال مفتوحة أمام المغاربة. واحتاطت الكاف، على ما يبدو، لكل الاحتمالات، ولم يخف عضو في المكتب التنفيذي في الكاف، وجود عدة بدائل للتعامل مع الملف في أجندة الهيئة القارية، منها إلغاء الدورة كليا، مؤكدا في الوقت ذاته استبعاد خيار التنظيم المشترك بين بلدين للدورة بسبب متطلبات التنسيق. وتنتظر نيجيريا الضوء الأخضر فقط لاستخلاف المغرب، وهو البلد الوحيد الذي أعلن صراحة استعداده لتولي المهمة، خاصة بعدما تأكد خلو البلد من فيرس إيبولا، بعد اعتذار الجزائر وجنوب إفريقيا ومصر والسودان، إلا أن البلد لم يعد بلدا مستقرا سياسيا. وإلى جانب نيجيريا، ذكرت تقارير صحفية أكثر من مرة اسم دولة غانا، حيث تبقى هي الأخرى مرشحة لإنقاذ الكاف من الإحراج. وأحجمت الهيئة القارية عن ذكر أسماء البلدان المهتمة بتنظيم الدورة خلفا للمغرب، احترما للمملكة، مثلما جاء على لسان عضو المكتب التنفيذي للكاف، إلا أنه أكد في الوقت نفسه أن البلدان المرشحة ليست كثيرة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات