كيف تقرأون ما تضمنته القمة الثلاثية التي احتضنتها القاهرة بين الرئيس المصري ونظيره القبرصي ورئيس الوزراء اليوناني؟ أعتقد أن هذه القمة مجرد خطوة دبلوماسية من جانب مصر للضغط على الحكومة التركية، ردا على التصريحات التي أطلقها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، المعادية للحكومة المصرية بعد التغييرات التي حدثت في جوان 2013، وتم التطرق خلال القمة للقضايا الثنائية بين مصر وقبرص، خاصة فيما يتعلق باستغلال قبرص وإسرائيل لحقول البترول والمنطقة الاقتصادية الخاصة بمصر، وتم الوصول إلى اتفاق بحري بين الدول الثلاث، ومناقشة وضع العمالة المصرية في اليونان، والتي تحتاج للاهتمام بوضعهم من جانب الحكومة اليونانية، لكن في الإطار العام، يأتي إنشاء هذا الكيان الثلاثي الجديد كخطوة للرد على تركيا المعادية للحكومة المصرية، لكن من ناحية أخرى يجب أن يكون الباب مفتوحا لاستعادة العلاقات بين مصر وتركيا، إذا توقفت عن إطلاق تصريحاتها المعادية لمصر، والاعتراف بالوضع العام في مصر، لأنه مهما كانت الاختلافات في وجهات النظر، يجب أن تبقى العلاقات طيبة بين البلدين، وألا يكون هذا الكيان سببا في سد الأبواب.هل ستكون هذه القمة شوكة في حلق الحكومة التركية؟ أتمنى ألا تكون كذلك، وألا تعدو عن كونها وسيلة للضغط على تركيا حتى تعدل عن تصريحاتها المعادية للحكومة المصرية، وأن يتم فتح الباب لها للانضمام لهذا الكيان الجديد، وأن يسعى هذا الكيان لإيجاد حل لمشكلة القسم الشمالي في قبرص، بحيث يمكن لهذه الأطراف أن تقنع تركيا من أجل العمل على إعادة توحيد جمهورية قبرص. هل تعتقد أن هذا الكيان الجديد سيزعج أنقرة ويؤثر فيها؟ لا أظن أن تأثيره سيكون كبيرا في تركيا، ذلك أن الدول الثلاث لا تملك وسائل الضغط عليها، فالاقتصاد التركي قوي، وليس هناك مطالب محددة من الدول الثلاث لتركيا قد تؤثر في أمنها ومصالحها في المنطقة، كما أن هذه الدول لا تنوي استخدام القوة المسلحة ضد تركيا، أو تفرض عقوبات اقتصادية عليها، والمقصود بهذا الكيان ممارسة نوع من الضغط الدبلوماسي على تركيا حتى توقف عداءها، مع مصر واليونان وقبرص، وبالتالي تسعى الدول الثلاث لتشكيل تكتل دبلوماسي في مواجهة تركيا.وهل تعتقد أن الإدارة التركية ستغير من مواقفها على خلفية تشكيل هذا الكيان؟ لا أعتقد ذلك في ظل وجود أردوغان، لأن سلوكه لا يبشر بأنه سيغير في مواقفه، وفي نفس الوقت أتمنى ألا يكون هذا الكيان عقبة لاستعادة العلاقات بين أنقرة وباقي الدول الثلاث، وأن يتفاهموا حول المشاكل الخلافية.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات