+ -

مرت اليوم 13 سنة على كارثة فيضانات حي باب الوادي في العاصمة، مخلفة قتلى ومفقودين ودمار لا تزال صورها راسخة في ذاكرة من عايش الحدث المأساوي.لارقام الرسمية تشير الى حصيلة 900 قتيل، وأكثر من ذلك من الجرحى، اغلبيتهم من سكان الأحياء العتيقة مثل ''بوفريزي''، وسوق "تريولي".. و"الساعات الثلاث".. فضلا عن مستعملي الطريق الرابط بين شوفالي وباب الوادي.. فضلا عن الخسائر التي طالت البنى التحتية والمرافق العامة.ولا يزال اقارب الضحايا يتذكرون بحزن عميق ما حدث، وكأنه وقع  بالأمس.. فكل زنقة من زنقات باب الوادي تحكي ما حدث، دمار وجثث في كل مكان، في اقبية العمارات، في البحر الذي كان يلفظ أجساد الغرقى لتستقر فوق شاطئ الرميلة والكيتاني.كثير من سكان باب الوادي اليوم ورغم مرور كل هذه السنوات، لا يزالون يعيشون الصدمة والخوف كلما حل هذا التاريخ أو تزامن مع تهاطل أمطار.. فالسيناريو قد يتكرر في كل لحظة، على اعتبار ان سياسة الترقيع التي اعتمدتها السلطات العمومية لمواجهة أي طارئ أو تكرار المأساة لم تخرج عن نطاق تصليح البالوعات وازالة الطمي منها، من دون ان تتولى ايجاد الحلول النهائية لمعاناة سكان "السطوح" والأقبية، رغم مرور عشرات السنوات على ايداع طلبات الاسكان، رغم تغير الولاة والولاة المنتدبين ورؤساء البلديات.لقد كشفت فيضانات باب الوادي فضائح سوء التسيير، ودرجة الغبن التي كان يحيا فيه الضحايا واقاربهم.. فلا طرقات صالحة للاستعمال ولا مساكن تضمن لقاطنيها الحياة الامنة الكريمة.ولأنها أحداث تتحمل السلطات المحلية جزء كبيرا من مسؤولية ما خلفته من خسائر بشرية ومادية، فإن السلطات تتفادى تذكرها ولو بوقفة ترحم على أرواح العدد الكبير للضحايا.

 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات