“هناك خطر يهدد مسار السلام بالجزائر اسمه إياد غالي”

+ -

 أظهر الرئيس المالي، إبراهيم بوبكر كايتا، مخاوف كبيرة على مصير مفاوضات السلام التي ترعاها الجزائر، بسبب عودة زعيم “أنصار الدين”، إياد آغ غالي، إلى شمال مالي، فقد وصفه بـ”تهديد حقيقي لمسار السلام”. وتستأنف المفاوضات بين طرفي الصراع، الأسبوع المقبل بالجزائر العاصمة، للتوصل إلى تحديد شروط لوقف إطلاق النار بعدما فشلا في إعداد اتفاق سلام أولي.جاء تعبير كايتا عن مخاوفه بمناسبة لقاء نظمه، أول أمس، بقصر الرئاسة في باماكو، حضره دبلوماسيون أفارقة وأوروبيون، يزورون مالي حاليا في إطار مهمة مشتركة بين مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي، واللجنة السياسية والأمنية للاتحاد الأوروبي. ونقل موقع “أكتو مالي” (أحداث مالي)، عن الرئيس كايتا قوله خلال هذا الاجتماع، إن “حرية تنقل القيادي الإرهابي بالمنطقة تعود إلى عدم التزام بعض الدول بتعهداتها فيما يخص محاربة الإرهاب”. وأشار بالمناسبة إلى “الإرادة المشتركة لمحاربة الإرهاب” التي عبر عنها رؤساء الدول المشاركون في الدورة الـ69 للجمعية العامة للأمم المتحدة، المنعقدة في سبتمبر الماضي.وقال كايتا لضيوفه، حسب الموقع الإلكتروني، إن الدول التي تعهدت بمحاربة الإرهاب في مالي “ينبغي أن لا يصدر منها أي قصور في هذا الجانب، إن كانت إرادتها صادقة”. وكان يشير ضمنيا إلى زعيم التيار السلفي في شمال مالي، آغ غالي، الذي فر من شمال البلاد مطلع 2013، عندما شنت القوات الفرنسية حملة ضد معاقل الجهاديين المنتمين إلى القاعدة وحركة التوحيد والجهاد. وعاد مؤخرا إلى كيدال، حسب ما ذكره صحفي ألماني من صحيفة “دير شبيغل” التقاه بالمنطقة.وقالت الصحيفة الألمانية إن إياد غالي حدث صحفيها مطولا حول تطبيق الشريعة، وقد قاده إلى مخبأ للسلاح شمال شرقي كيدال. وكان مع الزعيم الإسلامي الترڤي شخص يدعى ريسا آغ بونونو، يعرف بكونه “متخصصا في استيراد السلاح من ليبيا”.ونقل عن بوبكر كايتا أن القيادي الإسلامي، الذي تحالف في وقت سابق مع القاعدة، يشكل خطرا وبإمكانه أن ينسف مفاوضات السلام بالجزائر. وقال بالتحديد بنبرة تحذير، حسب “أكتو مالي”: “هناك خطر محدق بنا يهدد حاليا كامل مسار السلام، إذ باستطاعته إفشال المفاوضات. هذا الخطر اسمه إياد آغ غالي”. وأظهر كايتا، حسب نفس المصدر الإعلامي، خلال لقائه بالدبلوماسيين الأفارقة والأوروبيين، قلقا مما أسماه “تقاربا” بين مسؤول أنصار الدين والمجلس الأعلى لوحدة أزواد، المشارك في مسار التفاوض. وإن لم يذكر الرئيس المالي كيف يشكل غالي خطرا على جهود السلام، فقد أوحى بأن المجلس الأعلى قد يتولى نيابة عنه إفشال المفاوضات. وقد عبر كايتا عن ذلك بقوله: “من أجل السلام وافقنا على أن يجلس معنا أنصار الدين، تحت اسم مغاير، في طاولة الحوار. لقد وافقنا على أن يأتي المجلس الأعلى لوحدة أزواد إلى طاولة المفاوضات رغم أن زعيمها هو أحد مساعديه”، في إشارة إلى غالي. وحسب الرئيس المالي، فإن الزعيم السلفي “يرفض مسار السلام الجاري بالجزائر، وهو يملك تأثيرا على المجموعات المفاوضة بالجزائر”. وأضاف، حسب الموقع الإلكتروني: “طالما أنه موجود، فالأشخاص الذين يتفاوضون معنا لن يكونوا رجالا أحرارا في إقرار سلام بواسطة اتفاق”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات