38serv
أظهرت نتائج سبر الآراء التي سربتها وسائل إعلام تونسية وأجنبية صعودا قويا للرئيس المنصف المرزوقي، الذي انهار حزبه في التشريعيات الأخيرة، بعد أن حل سادسا خلف حزب آفاق تونس المغمور، لكن المرزوقي عاد من بعيد ليكون المنافس الأول للباجي قائد السبسي، رئيس حزب نداء تونس، وبفارق طفيف، مستفيدا من دعم قوي لقواعد حركة النهضة وحزب الإصلاح السلفي، وبعض الأحزاب الصغيرة.لكن المرشحين لتجاوز الدور الأول يواجهان منافسة قوية من مرشحين آخرين أحدثا كل منهما مفاجأة في انتخابات 2011 وانتخابات أكتوبر 2014، وهما على التوالي محمد الهاشمي الحامدي، وسليم الرياحي، فالأول يتزعم تيار المحبة (العريضة الشعبية سابقا) الذي استطاع أن يحل في المرتبة الثالثة في انتخابات المجلس التأسيسي، مستفيدا من ذراعه الإعلامي، قناة المستقلة الفضائية في لندن، ولكنه خسر الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي لم يحصل فيها سوى على مقعدين لتنازله عن استغلاله لقناته الفضائية في الدعاية الانتخابية، على حد قوله، ليعلن بعدها انسحابه منها قبل أن يتراجع عن قراره، ويُستقبل استقبال الأبطال في مطار قرطاج الدولي بعد عودته من منفاه الاختياري في لندن.أما سليم الرياحي فأحدث مفاجأة من العيار الثقيل، عندما حل ثالثا في الانتخابات البرلمانية الأخيرة حاصدا 17 مقعدا ومتفوقا على أحزاب عريقة، بالرغم من أنه شاب في الأربعينات من عمره، إلا أن قوته تتمثل في ثروته التي استغلها في الحملة الانتخابية، كما استغل شهرة فريقه الذي يرأسه “النادي الإفريقي” الذي تأسس في 1920 وحقق الكثير من الألقاب وطنيا وإفريقيا، بالإضافة إلى امتلاكه لأذرع إعلامية.واتهم حزب نداء تونس حركة النهضة بأنها ليست محايدة كما أعلنت قيادتها ذلك، معتبرا أن قواعد النهضة تدعم بدون شك المنصف المرزوقي، وقال مدير الحملة الانتخابية للسبسي محسن مرزوق “ما نراه ميدانيا هو أن أهم منافس للباجي قايد السبسي هو المنصف المرزوقي وذلك لانخراط مناصري حركة النهضة في الحملة الانتخابية للمرزوقي، ما يجعلنا نتوقع أن ينحصر السباق الانتخابي بين السبسي والمرزوقي”.وليست قواعد النهضة وحدها التي تدعم الحملة الانتخابية للمرزوقي، بل انخرط حزب الإصلاح التونسي السلفي هو الآخر وبشكل رسمي في دعم المرزوقي، وهذا ما دفع المرزوقي إلى مغازلة حلفائه الجدد من السلفيين بإلقاء كلمة في القيروان قال فيها “إن الحرب الحقيقية هي ضد الطاغوت الذي يريد الرجوع لحكم تونس”، وكلمة الطاغوت دفعت وسائل الإعلام الموالية لنداء تونس إلى شن حملة قاسية ضد المرزوقي رغم أن أنصاره صفقوا لخطابه.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات