سعداني يحتمي بأمناء المحافظات أمام ارتفاع الأصوات المطالبة برحيله

 استدعى عمار سعداني، أمين عام جبهة التحرير الوطني، اليوم، أمناء محافظات الحزب ومسؤولي اللجان المؤقتة لاجتماع بالعاصمة، للوقوف على عملية إعادة الهيكلة الجارية للمحافظات والقسمات، ولإظهار تمتعه بالدعم، في مرحلة عادت المعارضة لتحديه وبعث محاولات الإطاحة به.أفادت مصادر من الحزب بأن سعداني طلب من أمناء المحافظات جلب الختم الرسمي للمحافظة لاستعماله في بيان تجديد الولاء لشخصه، أمام عجزه عن تجنيد مؤسسات أخرى في الحزب لدعمه. واكتفى أمين عام جبهة التحرير الوطني، في الفترة الأخيرة، باجتماعات المكتب السياسي وأمناء المحافظات والموالين له من النواب، في حين تجنب جمع المجموعة، بسبب خشيته من النواب الغاضبين من تدخله في التفاصيل الصغيرة للكتلة البرلمانية وخياراته في تعيين المشرفين على هياكل الحزب على المستوى المحلي.ومن المرجح أن تحركات المعارضة في الفترة الأخيرة والتي تردد أنها بإيعاز مقربين من “رئيس الحزب”، مجرد إنذار للأمين العام الحالي لوقف مسار هروبه بالحزب “إلى مسلك لم يحدد في خارطة الطريق التي كلف بها عند توليه مهامه”. ووفق هذه المصادر، فإن ميل سعداني للاعتماد على رجال دعموا الأمين العام الأسبق علي بن فليس في الانتخابات الرئاسية، أثار مخاوف لدى محيط الرئيس من وجود أجندة سرية له وشكوكا في ولائه، كما توحي هذه التعيينات، حسبهم، بعدم ثقته في القوى التي تدعمه في السلطة وفي الفاعلين في الحركة التصحيحية السابقة.واعتبر قاسة عيسي، عضو هيئة القيادة الموحدة المعارضة، في تصريح بالهاتف لـ«الخبر”، أن “ممارسات وتصريحات مسؤول الحزب حاليا تبين أن الرهان عليه كان خاطئا ومكلفا في آن واحد”. وأضاف: “لقد ظهر بعد سنة من تنصيبه أنه (سعداني) لا يحمل في أجندته إلا الفتن والوعود الزائفة، لقد قدم نفسه على أنه مطلع على خبايا الأمور، وأعلن عن تعديل الدستور، وتعديل حكومي في سبتمبر، غير أن أيا منها لم يتحقق، ومع ذلك مازال البعض يصدقونه”. وحمل سعداني، في تصريح سابق له، سلفه عبد العزيز بلخادم الوقوف وراء الاحتجاجات الجديدة بغرض استرجاع الحزب واستخدامه كورقة في خلافة الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة. ذكر المكلف بالإعلام في الحزب، سعيد بوحجة، أمس، أن “اجتماع أمناء المحافظات يهدف لتوحيد أساليب العمل وتفعيل نشاط الحزب ميدانيا”، موضحا: “تم على مستوى المكتب السياسي تجهيز تقرير أعده المكلف بالبطاقية والانخراط، يبين الاختلالات والمشاكل، وعلى ضوئه ستتخذ الإجراءات المناسبة”.