يدلّ لفظ (التّقوى) من حيث اللغة على دفع شيء عن شيء بغيره. تقول: وقيته أقيه وقيًا. والوقاية: حفظ الشّيء ممّا يؤذيه ويضرّه. واتّق اللّه: توقه، أي: اجعل بينك وبينه كالوقاية.توارد لفظ (التّقوى) في القرآن الكريم في ثمانية وخمسين ومائتي موضع، جاء في اثنين وثمانين ومائة موضع بصيغة الفعل، من ذلك قوله تعالى: {فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} البقرة:24، وجاء بصيغة الاسم في ستة وسبعين موضعًا، من ذلك قوله سبحانه {فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} البقرة:197.وورد لفظ (التّقوى) في القرآن الكريم علن خمسة معان، هي: التّوحيد والإيمان، كقوله سبحانه {وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى} الفتح:26. وبمعنى الإخلاص، من ذلك قوله تعالى: {وَمَنْ يُعَظِّم شَعَائِرَ اللّه فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوب} الحجّ:32. وبمعنى العبادة والطّاعة، كقوله عزّ وجلّ: {إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ ألَا تَتَّقُون} الشّعراء:106. وبمعنى الخشية، من ذلك قوله تعالى: {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أنْ اتَّقُوا اللّه} النّساء:131. وبمعنى ترك المعصية، كقوله عزّ من قائل: {وَأَتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللّه} البقرة:189.قال بعض أهل العلم: حقيقة (التّقوى) تنزيه القلب والجوارح عن الذّنوب، ألَا ترى إلى قوله تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللّه وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللّه وَيَتَّقِهِ فَأُولَئِكَ هُمْ الْفَائِزُونَ} النّور:52، ذكر (الطّاعة) و(الخشية) ثمّ ذكر (التّقوى)، فعُلِم بهذا أنّ حقيقة (التّقوى) بمعنى غير (الطّاعة) و(الخشية)، وهي الابتعاد عن المعاصي.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات