يقول الأستاذ راتب النابلسي: يقول اللّه عزّ وجلّ: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ} أي انتهى وقت الرّاحة، وقد سمعتم من قبل أنّ السيّدة خديجة رضي اللّه عنها طَلَبَت من النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام بعد أن جاءه الوحي من السّماء أن يأخذ قسطًا من الرّاحة، فقال لها: “انتهى عهد النّوم يا خديجة”. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُدّثِّرُ} قُل: ما علاقتي أنا بهذه الآية؟ علاقتك بهذه الآية هل تعلَّمت وعَلَّمتَ؟ هل قرأتَ القرآن وأقرأته؟ هل تعلَّمت القرآن وعَلّمته؟ هل نقلت عن رسول اللّه حديثًا؟ هل بلَّغت النّاس حُكْمًا فقهيًا؟ هل رويت للنّاس قصّةَ صحابيٍّ أحبَّ اللّه عزّ وجلّ وبذل في سبيله الغالي والرّخيص؟ ماذا فعلت؟ نأكل ونشرب!! للإنسان وجودان: وجود حيواني: أيّها الإخوة: -دقِّقُوا في هذا المعنى- الإنسان له وجود إنساني، وله وجود حيواني، فالإنسان حينما يكتفي بالطّعام والشّراب والتّنفُّس والنّوم، وإنجاب الأولاد والتمتُّع بمباهج الحياة الدّنيا، ماذا فعل هذا الإنسان؟ ما حقّق إلّا وجوده الحيواني فقط، قد تَسأله: أيُعقَل أن يكون هذا؟ ماذا قال اللّه عزّ وجلّ؟ قال: {إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلّ سَبِيلًا} الفرقان:44. وقوله تعالى: {وَرَبّكَ فَكَبِّرْ} أي إنّ اللّه أجلّ وأكبر ممّا تصفون، أجلّ وأكبر أن يظلم العباد، أجلّ وأكبر أن يكون مِثْلَ عباده ليس كمثله شيء، كلّ ما خطر ببالك فاللّه بخلاف ذلك، أي أعظم. {وَرَبّكَ فَكَبِّرْ} أي صِفْهُ بأنّه أكبر، لذلك النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام كان إذا صلّى يقول: “اللّه أكبر” ومعنى اللّه أكبر أي أكبر من أيّ شيءٍ يشغلني عنه.وقوله تعالى: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} أي أصلِح عملك، يوجد تقصير، يوجد انحراف، يوجد كذب، يوجد اغتصاب لأموال الآخرين، يوجد احتيال، يوجد تدجيل، يوجد ابتزاز، عملك ثوبك الّذي تَلْبَسُهُ دائمًا ولا تستطيع أن تخلعه أبدًا.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات