للقَصص القرآني طريقته الخاصة في عرض الحقائق، وتقديم الأفكار، لإدخالها إلى القلوب في صورة حيّة؛ وذلك بتمثيل هذه الحقائق في صورتها الواقعية، وهي تجري في الحياة البشرية، كما يجري الماء بسبيله.وقصّة لوط عليه السّلام من القصص القرآني الّتي ساقها القرآن الكريم بصورتها الواقعية، قاصدًا من خلالها عرض حقائق الإيمان، وترسيخ قواعد التّوحيد، وبيان سُنّة اللّه في التّعامل مع الظّالمين لأنفسهم، والمعرضين عن طريق الهداية والرّشاد.وقد تكرّرت قصّة لوط عليه السلام مع قومه في القرآن الكريم في سور متعدّدة، منها: الأعراف، هود، الحِجر، الأنبياء، الشّعراء، النّمل، العنكبوت، الصّافات، والقمر. وجاءت هذه القصّة تارة بصورة مفصلة، وتارة بصورة فيها شيء من الاختصار، وأتت في كلّ سورة بأسلوب له إيحاءاته ومقاصده وتأثيراته ودلالته.وتدور أحداث قصة لوط عليه السّلام مع قومه في منطقة تدعى (سدوم)، وحاصل أحداثها أنّ لوطًا عليه السّلام- وهو ابن أخ إبراهيم الخليل، عليهما السّلام- كان قد آمن مع إبراهيم عليه السّلام، وهاجر معه إلى أرض الشّام، فبعثه اللّه تعالى إلى أهل (سدوم)- وهي اليوم من أراضي فلسطين المحتلة- وما حولها من القرى، يدعوهم إلى اللّه عزّ وجلّ، ويأمرهم بالمعروف، وينهاهم عمّا كانوا يرتكبونه من المآثم، وما يقترفونه من الفواحش، الّتي لم يسبقهم بها أحد من بني آدم، ولا غيرهم، وهو إتيان الذكور.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات