38serv
صدر للأستاذ الشيخ يوسف نواسة كتاب بعنوان ”فوضى الإفتاء في الجزائر.. مقاربة في فهم الظاهرة” للأستاذ الشيخ يوسف نواسة، في محاولة جادة ومبتكرة للإصلاح المطلوب في العالم الإسلامي بعامة والجزائر خاصة.يتناول الكتاب الصّادر عن دار البصائر بالجزائر العاصمة في 174 صفحة من الحجم المتوسط، ظاهرة فوضى الإفتاء وخطورتها، حيث أشار المؤلّف في مقدمة الكتاب إلى أنّ هذه الظاهرة ”تضع حاجزًا أمام التديُّن الصّحيح، وتقف مانعًا بين النّاس والتزام دينهم، تشويشًا وتشكيكًا وفوضى وحيرة”، موضّحًا أنّ تناوله لهذا الموضوع ”سيرفع قدرًا كبيرًا من الإشكال، ويوضّح كثيرًا من خباياه لعامة النّاس وخاصّتهم على قدر الوُسع والطّاقة”.وحصر المؤلّف ظاهرة فوضى الإفتاء بالجزائر دون غيرها من دول العالم الإسلامي حتّى لا يخوض فيما لا يحيط بتفاصيله علمًا من جهة ولاختلافات جوهرية بينها من جهة أخرى، مشيرًا إلى أنّ الكثير من الدول الإسلامية ”فصلت فصلًا قاطعًا في أمر مرجعيتها الفقهية، وكثير منها لها مؤسّستها الإفتائية الرّسمية، الشيء الّذي نفتقده في الجزائر”.وحرص المؤلّف قدر الإمكان على الابتعاد عن ”القضايا الأصولية التخصّصية المتعلّقة بالموضوع” فلم يَذكُرها ”إلاّ ما كان خادمًا بصفة مباشرة للزّاوية الّتي أتناول من خلالها الفتوى، وهي ظاهرة فوضى الإفتاء”.وقد حاول الأستاذ نواسة بسط مسائل الكتاب ومباحثه في أربعة فصول تسبقها مقدمة وتعقبها خاتمة، حيث تطرّق في المقدمة إلى إبراز إشكالية الموضوع، معرّجًا في الفصل الأوّل لمدخل في الأحكام العامة للفتوى وأسباب الاختلاف الفقهي، من خلال معنى الفتوى ومكانتها وخطورتها وتهيّب الأئمة لها، إلى جانب تحريم الفتوى بغير علم وشروط المفتي ولماذا تختلف الفتوى؟ وأسباب اختلاف المفتين.وتناول في الفصل الثاني مظاهر ظاهرة فوضى الإفتاء في الجزائر، من الحيرة واستفتاء وإفتاء مَن ليس بأهل للفتوى، واستيراد الفتاوى وعقدة النّقص الجزائري إلى جانب المسائل الموسمية والمسائل المزمنة. وتطرّق في الفصل الثالث لأسباب ظاهرة فوضى الإفتاء في الجزائر كرقّة الدّين وانعدام الخشية من ربّ العالمين، والجهل وإمامة الرُّوَيبِضة، واهتزاز المرجعيّة أو سقوطها، وغياب العلماء وتغييبهم، والتّعصّب والإعلام الفضائي ووسائل الاتصال الحديثة، إلى جانب البُعد السياسي والفَتوى القطرية.ويأخذنا الفصل الرّابع والأخير إلى علاج ظاهرة فوضى الإفتاء في الجزائر كمحاربة الجهل وصنع المرجعية وتحصين العملية الإفتائية.ويشير المؤلّف في خاتمته إلى نصيحة العلاّمة الفقيه الشّيخ أحمد حمّاني رحمه الله تعالى: ”إنّنا ننصح لهؤلاء الأبناء والإخوان أن يطلبوا العِلم حتّى يتمكّنوا من فنونه ويكونوا من أهله، ويصبح لهم ملكة راسخة يكتشفون بها ما أُشكِل، ويعرفوا رجاله الحقيقيين والأدعياء المزيّفين، والكتب الصّحيحة المعتمدة في الفتوى عند أهلها وأهل العلم..”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات