شاب يقول: يعاني الشّباب اليوم من عقبات كثيرة تعيق تحقيقهم لنصف دينهم ”الزّواج”، ومن تلك العقبات العمل، السكن والأشدّ من ذلك غلاء المهور، فماذا يُقال لهؤلاء الشّباب؟ وماذا يقال لأولياء أمور الفتيات؟

+ -

 الزّواج سُنّة من سنن الله في الكون، لا يشذّ عنها أيّ مخلوق من الكائنات الحيّة، قال تعالى: {سُبحان الّذي خَلَقَ الأزوَاجَ كُلَّها ممَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لاَ يَعْلَمُون} يس:36.وهو الوسيلة الّتي اختارها عزّ وجلّ للتّكاثر واستمرار الحياة، قال تعالى: {يَا أَيّهَا النّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُم الّذِي خَلَقَكُم مِنْ نَفْسٍ وَاحِدةٍ وَخَلَقَ منها زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً} النّساء:1.ولكن لم يجعل الله الإنسان كغيره من الكائنات الأخرى الّتي تنطلق بها غرائزها نحو ما يشبعها دون وعي أو ضابط، بل وضع له نظامًا يحفَظ كرامة المرأة وكرامة الرجل، إذ لا بدّ من رضى ومن إيجاب وقَبول وإشهاد ومهر بعد موافقة وحضور الولي. ولقد رغّب الإسلام في الزّواج وأقرّ أنّه سُنّة الأنبياء والمرسلين وسُنّة المصطفى محمّد صلّى الله عليه وسلّم الّذي تبرّأ ممّن رغب عنها. قال صلّى الله عليه وسلّم: ”يا معشر الشّباب مَن استطاع منكم الباءَة فليتزوّج، فإنّه أغضّ للبصر وأحصن للفرج، ومَن لم يستطع فعليه بالصّوم فإنّه له وِجاء” أخرجه البخاري ومسلم.ولأهميّة الزّواج وخطورته جعل الله إعانة المريد له تقرّبًا إليه سبحانه وتعالى حقًّا عليه جلّ جلاله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ”ثلاثة حقّ على الله عونهم، المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الّذي يريد الأداء، والنّاكح الّذي يريد العفاف” رواه أحمد والترمذي وغيرهما وهو حديث حسن. فمَن لم يستطع الزّواج لعدم القدرة المالية، فعليه بالصّوم وبغض البصر وبالسّعي من أجل الحصول على المال الحلال من العمل الحلال. أمّا غلاء المهور فهو خلاف الحكمة من التّشريع الإسلامي، وهي التّيسير ورفع الحرج والمشقّة، وقد جاء في الحديث: ”أعظم النّساء بركة أيسرهنّ مهورًا” أخرجه النّسائي والبيهقي وغيرهما وهو حديث ضعيف، فعلى الأولياء أن لا يغالوا في المهور، ذلك لأنّ السّيادة لا تشترى بثمن.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات