عن عبد اللّه بن عمر رضي اللّه عنهما قال: “إنّ كنّا نعُد لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في المجلس الواحد مائة مرّة: ربّ اغفر لي، وتُب عليَّ إنّك أنتَ التّواب الرّحيم” أخرجه أبو داود والتّرمذي. أمرنا اللّه عزّ وجلّ بالتّوبة إليه، والاستغفار من ذنوبنا، في آيات كثيرة من كتابه الكريم، وسمّى نفسه ووصفها بالغفّار وغافر الذّنب وذي المغفرة، وأثنى على المُستغفرين ووعدهم بجزيل الثّواب، وكل ذلك يدلنا على أهمية الاستغفار، وفضيلته، وحاجتنا إليه.وقد قصّ اللّه سبحانه وتعالى علينا عن أنبيائه أنّهم يَستغفرون ربّهم، ويتوبون إليه، كلّهم عليهم السّلام دون استثناء، كما أمر خاتم رسله نبيّنا الكريم صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بالاستغفار بقوله: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللّه وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللّه يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ} محمّد:19. وأمرنا نحن المسلمين بالاستغفار فقال: {فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ} فُصِّلَت:6.ويشير الحديث الشّريف سّالف الذّكر لاستغفار سيّدنا رسول اللّه عليه الصّلاة والسّلام في المجلس الواحد أكثر من مائة مرّة. وللاستغفار فوائد جليلة، منها أنّه سبب لمَغفرة الذُّنوب، وتكفير السَّيِّئات، وأنّه أمان من العقوبة والعذاب، وسبب لتفريج الهموم، وجلب الأرزاق، والخروج من المضائق، ونزول الغيث وتوفّر المياه، وتنزُّل الرّحمات الإلهية، والفلاح في الدّنيا والآخرة، وكذلك سبب لدفع البلاء والنّقم ورفع الفتن والمحن، وحصول البركة في الأرزاق والثّمار، وكثرة النّسل والنّماء، وإغاظة الشّيطان.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات