+ -

  هذا هو الشعار الجديد للمواطن الجزائري، إذا أراد أن يحيا هانئا كريما، وأن يطيب له العيش فوق هذه البسيطة، داخل هذه الحدود.وهكذا وضعنا فلسفة جديدة تعاكس وتناظر فلسفة ديكارت التي ترتكز على التفكير كأول مبدأ وكمنطلق لكلّ باحث عن الحقيقة. وهكذا نؤسس لمجتمعنا طريقة أخرى للتوصّل إلى الحقيقة دون كثير جهد.  الفرد الجزائري عندما يفكّر وسط هذه الفوضى وفي خضمّ التخلّف والرداءة التي يعيشها في شتّى مناحي حياته، والتي يلمسُها في كلّ زاوية وركن، سيخلُص عقلُه إلى دوّامة من الأفكار وسيجد بين الحقّ الواجب اتّباعه وبين ما يختبره ويعيشه كلّ يوم هوّة سحيقة وحجابا صفيقا. أمّا إذا اتّخذت عدم التفكير منهاجا وكبحت جماح عقلك عن مناقشة الأفكار واتّبعت النمطية في كلّ شيء، فثِق أنّك إنسان كامل الوجود في بلادنا. ما فائدة التفكير إذا كانت ثماره ونتائجه ستذهب سدًى بل قد تتسبّب لك- بدل الوصول إلى مخرج- بأمراض عويصة لا يشفيها طبّ ولا طبيب. وكي لا نكون ممّن يلقون أنفسهم إلى التهلكة فلنُحجِم عن التفكير. إذا رأيت الجامعة تعاني من هبوط المستوى العلمي والوعي الطلابي من جهة والإضرابات من جهة أخرى فلا تبالي، بل لا تفكّر أصلاً.  إذا رأيت الاقتصاد بل “اللّااقتصاد” في بلادنا ورأيت أموال البترول تُنفق بلا حسيب ولا رقيب، في مشاريع تنتهي بالفضائح ورأيت ثروات الشعب تقسّم، لا بالعدل موازيناً، بل بـ«لونساج” و«كناك” تبذيراً.. فلا ترتبك ولا تغضب فهذا من انعكاسات وأعراض التفكير.إذا رأيت القوانين تُنتهك والأخلاق ترجع القهقري والعدالة تستباح بيضتها في عقر دارها، وإذا وجدت بلداً مكتمل الخصائص السياحية وليس فيه سياحة، ووطناً فيه من الثروات الباطنية والشمسية والجمالية والبشرية ما يؤهله للتقدم، وشقّ الطريق نحو الطليعة، ورغم ذلك هو يقبع في المؤخرة.. إذا رأيت كلّ هذا وأحسست بالأسف والألم يحزّ في نفسك، فاعلم أنّك شخصٌ مصاب بداء التفكير، ولهذا أنصحك بأن تجِدَ لك بلداً آخر، أو أن تعيش هنا وكأنّك غير موجود.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات