38serv
اشتكى عدد كبير من حكّام الرابطتين الأولى والثانية من اللاعبين والمدربين ورؤساء الأندية الذين يثيرون الفوضى ويحتجون كثيرا خلال المباريات، حين يتعلق الأمر بالإعلان عن ضربة جزاء بسبب لمس الكرة باليد داخل مربّع العمليات. وحسب مصدر قريب من اللّجنة الفدرالية للتحكيم، فإن الحكّام المركزيين الذين يديرون مباريات الأندية المحترفة على وجه الخصوص ضاقوا ذرعا بكثرة الاحتجاجات الناجمة عن جهل اللاّعبين والمدرّبين ورؤساء الأندية المحترفة للقوانين المعمول بها، كون هؤلاء لا يتابعون التطوّر الحاصل في القوانين التي تسيّر مباريات كرة القدم، وفق ما تعلن عنه “الفيفا” في مناسبات كثيرة. واستنادا إلى مصدرنا، فإن التوصيات الجديدة للاتحادية الدولية لكرة القدم المعتمدة سنة 2014 والتي تم تطبيقها خلال مونديال البرازيل الأخيرة، حملت جملة من التعديلات فيما يتعلق بالتحكيم، أهمها التوصية التي وضعت حدّا للجدل القائم بشأن الإعلان عن ضربات الجزاء حين يتم لمس الكرة باليد، كون القانون السابق كان يضع الحكام تحت ضغط شديد، كون التقدير يعود لهم لاتخاذ القرار المناسب، لاحتساب ضربة جزاء من عدمه، على ضوء نية اللاّعب، حيث ينص القانون السابق على أن الإعلان عن ضربة جزاء بسبب لمس الكرة باليد يحتكم إلى احتساب المسافة بين الكرة ويد اللاعب وسرعة الكرة وإن كانت هذه الكرة هي التي اتجهت إلى يد اللاّعب أو العكس، ومن ثمة يقدّر الحكم إن كان لمس الكرة باليد كان متعمدا أو من دون قصد. وقررت “الفيفا” تخليص الحكّام من الضغط ومن كثرة الانتقادات ومحاسبتهم على تقديرهم للّقطات، وأقرت في توصياتها بأن أي لمس للكرة داخل مربع العمليات عن قصد أو عن غير قصد، يترتّب عنه تلقائيا الإعلان عن ضربة جزاء، وهي التوصية التي يجسّدها مثلا قرار الحكم الدولي مهدي عبيد شارف بمنح اتحاد الحراش ضربة جزاء أمام نصر حسين داي، بعد لمس غير متعمّد للكرة باليد من لاعب النصرية دون توجيه إنذار له، بينما نبّه الحكم المساعد صلاواجي الحكم الرئيسي محمّد بيشاري إلى وجود ضربة جزاء لصالح شبيبة الساورة في مباراتها أمام مولودية العلمة. وأبقت “الفيفا” في توصياتها على سلطة التقدير للحكم بتوجيه إنذار للاّعب المتسبب في لمس الكرة باليد أو عدم إنذاره، في وقت كان القانون القديم يلزم الحكم على إشهار بطاقته الصفراء كلما أعلن عن ضربة جزاء، ويشمل الإجراء الجديد الذي يمنح حرية التقدير للحكم في توجيه الإنذار بعد الإعلان عن ضربة جزاء من عدمه، الأخطاء المرتكبة داخل منطقة العمليات الناتجة عن التدخلات بالقدم لتجريد اللاّعبين من الكرة، فإن قدّر الحكم بأن الخطأ متعمد، فيعلن عن ضربة جزاء ويرفق قراره بإنذار اللاّعب، وأما إذا قدّر بأن الخطأ موجود لكن النية غائبة، فسيكتفي بالإعلان عن ضربة جزاء دون توجيه الإنذار. وسبق للحكام الجزائريين قبل مونديال البرازيل حضور ملتقى لممثل لجنة التحكيم لـ«الفيفا”، وهو السيد ليم من السيشل، يتعلق بتقديم التوصيات الجديدة المتعلقة بقوانين التحكيم، فيما لم يصل صدى التوصيات إلى اللاعبين الجزائريين المحترفين ولا المدرّبين ولا رؤساء الأندية المحترفة، ما جعل هذا الجهل وعدم الإطلاع عن التطورات الحاصلة، يؤثّر بشكل مباشر في الحكّام ويزيد من متاعبهم فوق الميدان وهم يشرحون مضطرين للاّعبين القوانين الجديدة التي يجهلونها.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات