احتضنت صحراء “مقسم حلابة” الواقعة بين مدينتي تاغيت والعبادلة ببشار، أكبر حشد بشري فاق عتبة الألف شخص حضروا لاستعادة إحدى أدق المحطات الهامة في تاريخ النضال ضد المستعمر الفرنسي، ويتعلق الأمر بإسقاط نخبة هامة من الجيش الفرنسي، الجنرال كلافري و5 ضباط كانوا برفقته.التقت قبائل أولاد جرير، الغنانمة، والعمور وأعيانهم لمشاركة عرش ذوي منيع احتفالهم بهذه الواقعة التي حدثت قبل 86 سنة، ومازالت شاهدة على إحدى الملاحم الكبيرة المخلدة لنضال سكان هذه المنطقة ضد المستعمر الفرنسي، والذين فرقت أبناءهم السياسة وجمع بينهم التاريخ.واتفق كل من تداولوا على منصة إلقاء المحاضرات والكلمات التي ألقيت على الهواء الطلق، أن معركة مقسم حلابة التي ضمت خيرة مجاهدي ذوي منيع بقيادة المجاهد عبد الرحمن ولد بوزيد، تشكل إحدى الصور المستنيرة في مسار المقاومة الشعبية منذ انطلاق “حلف زغدو” المتكون من عروش ذوي منيع، أولاد جرير، العمور.وكان الجميع على اختلاف مستوياتهم العلمية وقدراتهم في الفهم استمعوا لشهادات حية لمجاهدين من المنطقة وخارجها، أشادوا بهذه الواقعة التاريخية التي زعزعت آنذاك كيان المستعمر الفرنسي، ووصل صدى هذه القضية إلى أروقة البرلمان الفرنسي، خاصة أن الأمر يتعلق بإسقاط جنرال ونخبة من الضباط في لحظة واحدة، بعد أن تهاطل عليهم وابل من الرصاص أطلقه عليهم مجاهدو ذوي منيع بقيادة عبدالرحمن ولد بوزيد.واتفق من حضر هذه الاحتفالية أن الواقعة وما سبقها أو تلاها من وقائع مرسخة لحالة النضال المستميت ضد الاستعمار الفرنسي، تشكل فرصة لكي تجد حضورها في المجال الأكاديمي والتاريخي، من خلال تحويل هذه الشهادات إلى مادة ثرية للبحوث العلمية والأكاديمية والمناسبات التاريخية.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات