تنتاب حالة من الرعب السفارات الأجنبية في مصر، بسبب إعلان سفارات بريطانيا وكندا وألمانيا عن غلق أبوابها بالقاهرة، والتوقف عن العمل لأسباب أمنية، وهو الإجراء الذي قالت مصر إنه يفتقر إلى الحس والتقدير للتبعات التي تترتب في مثل هذه الإجراءات، وكشفت صحيفة الغارديان البريطانية أن عددا من حلفاء أمريكا يشعرون بالقلق، لأن تقرير لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأمريكي سوف يلقي بظلال شك جديدة ومزعجة عن دورهم في برنامج الترحيل الخاصة بالمخابرات المركزية الأمريكية.وتقول القاهرة إن هذا التتابع في الغلق والإعلان عنه من جانب السفارات الأجنبية، لا يصب في مصلحة هذه السفارات ولا في مصلحة الأوضاع فى مصر بصفة عامة، وكانت العديد من السفارات الأجنبية بالقاهرة، على غرار: أمريكا وبريطانيا وكندا، قد طالبوا بإجراءات أمنية جديدة لتأمينهم، كزيادة الحرم ليصل إلى 30 مترا، وهي المطالب التي رفضتها الإدارة المصرية، وتجري حاليا مفاوضات بين الأمن المصري وهذه السفارة، فيما يخص إجراءات تأمينهم، خاصة وأن الغالبية العظمى من السفارات، تقع وسط القاهرة وفي أماكن جد حيوية، ما سيتسبب في اختناق مروري شديد.تقرير الكونغرس يزعج حلفاء أمريكاوكشفت جريدة “الغارديان البريطانية” حقيقة حالة الذعر التي أصابت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها، بسبب نشر ملخص عن برنامج التعذيب السري للمخابرات المركزية الأمريكية، ويبدو أن ما شهدته عدد من السفارات الأجنبية في القاهرة، مع بداية الأسبوع، هو جزء من حالة التوتر والقلق التي أصابت أمريكا وحلفاءها.وقالت “الغارديان”، في تقرير لها نشر أمس الأول، تحت عنوان “المملكة المتحدة ضمن حلفاء أمريكا الذين يخشون من الكشف عن دورهم في برنامج ترحيل المخابرات المركزية الأمريكية”، إن بريطانيا ضمن عدد من الحلفاء المقربين الذين يشعرون بالقلق، من أن هذا التقرير سوف يلقي بظلال شك جديدة ومزعجة عن دورهم في برنامج الترحيل الخاص بالمخابرات المركزية الأمريكية.وأضافت الغارديان أن التقرير يكشف عن تورط 52 دولة في هذا البرنامج، من ضمنهم 25 دولة أوروبية، ويبدو أن الحكومة البريطانية، التي لم تسمح من قبل بإجراء تحقيق داخلي جدي حول تورطها في عمليات الاختطاف والتعذيب، التي قامت بها المخابرات الأمريكية في مختلف أنحاء العالم، لديها سبب قوي للشعور بالقلق من المعلومات التي يتضمنها التقرير. فقد تورطت المخابرات البريطانية في 2004، في عمليات الاختطاف والتعذيب السرية التي قامت بها المخابرات المركزية الأمريكية، والتي أسفرت عن ترحيل اثنين من المعارضين الليبيين مع زوجاتهم وأطفالهم، الذين تتراوح أعمارهم من 6 إلى 12 سنة، إلى سجون القذافي، وكانت إحدى الزوجات حاملا في ذلك الوقت، وأكدت أنها كانت مربوطة من قمة رأسها إلى قدميها طوال الرحلة التي استمرت لمدة 17 ساعة، كما شارك ضباط المخابرات البريطانية في استجواب المحتجزين في خليج غواتنامو وسجن بغرام في أفغانستان، على الرغم من إدراكهم بسوء معاملة المحتجزين، كما قدمت الحكومة البريطانية دعما لوجيستيا لعمليات الترحيل، حيث سمحت للمخابرات الأمريكية باستخدام المطارات المدنية والعسكرية الأمريكية في مئات المواقع.وعلى النحو ذاته، رفعت السفارات الأمريكية درجة استعداداتها من أجل مواجهة هجمات محتملة في أعقاب نشر ملخص تقرير الكونغرس عن برنامج التعذيب السري الخاص بالمخابرات المركزية الأمريكية، كخطوات استباقية لضمان اتخاذ الاحتياطات الأمنية المناسبة بالمنشآت الأمريكية في مختلف أنحاء العالم.الجيش الأمريكيفي جنوب أوروبا في حالة استنفارولم تقتصر الترتيبات الأمنية على السفارات والمنشآت الدبلوماسية، بحسب “السي أن أن”، فقد رفع الجيش الأمريكي هو الآخر، حالة الاستعداد القصوى، ووجه البنتاغون أوامراه لرفع حالة الاستعداد القصوى إلى ألفي من المارينز المتمركزين في سيغونيلا بإيطاليا ومورون بإسبانيا، والقوات المخصصة للقيام بأي تدخل سريع في إفريقيا، ويخضع لنفس الأوامر ألفي من المارينز متمركزين في الشرق الأوسط، والبعض منهم يعمل بالفعل في الكويت والعراق، هذا إلى جانب 2200 من المارينز متمركزون في عدد من السفن الحربية في بحر العرب وخليج عدن. كما هناك ثلاثة فرق من المارينز، يضم كل فريق ما يقرب من 50 جنديا، متمركزة في إسبانيا، البحرين واليابان، مدربة على تقديم الدعم للسفارات الأمريكية التي تتعرض لأي هجوم.من جانبه، أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، في مؤتمر صحفي عقده بعد قراره نشر ملخص التقرير، أن الأمريكيين في حاجة لتحمل مسؤولية أخطائهم، وشدد على وطنية عملاء المخابرات الأمريكية، الذين كانوا –حسبه - يعملون تحت ضغط كبير بعد أحداث 11 سبتمبر من أجل منع وقوع اعتداءات أخرى، كما طلب من الشعب الأمريكي عدم الحكم بقسوة على المخابرات المركزية الأمريكية، مؤكدا أنه أصدر قرارا بإيقاف مثل تلك الممارسات في أعقاب وصوله للبيت الأبيض في 2009.ولسنوات، أكدت المخابرات المركزية أن التحقيقات القاسية قد أسفرت عن الوصول لمعلومات قيمة بشأن تنظيم القاعدة في أعقاب أحداث 11 سبتمبر، وعلى النقيض يؤكد تقرير مجلس الشيوخ أن أساليب التعذيب التي استخدمتها المخابرات المركزية الأمريكية أدت في النهاية للحصول على معلومات كاذبة ومضللة، كتلك التي أشارت لامتلاك العراق أسلحة دمار شامل وكانت سببا في الغزو الأمريكي للعراق في 2003.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات