38serv
انطلقت حملة استعطاف الناخبين للرئاسيات في دورتها الثانية، بتونس، بحسابات ومعطيات جديدة فرضتها الجولة الأولى وخريطة التحالفات الأخيرة، حيث سيركز المرزوقي على المناطق التي لم ينل فيها نسبة عالية من التصويت في الدور الأول كمدن الشمال الغربي والساحل، فيما سيسعى السبسي إلى زيارة المناطق الجنوبية لم تغدق عليه بأصوات كثيرة، لتدارك ما فاتهم في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية.واستهل الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي حملته، من باب البحر وسط العاصمة، في محاولة لتكثيف تواجده في الأحياء الشعبية للمدن الساحلية أين يتواجد غريمه بقوة، في حين حطّ الباجي قايد السبسي إلى مقام بالحسن الشاذلي بالعاصمة، لتلاوة الفاتحة على أرواح شخصيات وطنية على غرار قياديي اليسار محمد البراهمي وشكري بلعيد وصالح بن يوسف والمنصف باي وحسين التريكي، في إطار لفتة رمزية ذات أبعاد سياسية. وتميزت حملة الباجي قايد السبسي بالتركيز على واقع التونسي وعدم الانخراط في تقسيمه بين مؤيد للثورة ومعارض لها، مبدية تخوفاتها من تنامي التطرف والإرهاب، بينما يعتمد المنصف المرزوقي على الخطاب الثوري ومعاداة فلول النظام السابق، ومحاولات إنتاج نفسه من جديد، في إشارة إلى حركة نداء تونس. وعلى صعيد آخر، نفى مدير الأمن السابق في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، السرياطي في حوار مع جريدة “الصريح”، خبر إمكانية اضطلاعه بخطة مستشار أمني للباجي قايد السبسي.ويبدو الرهان الرئاسي أكبر من مجرّد تنافس بين شخصيتين سياسيتين، ليتعدّاه إلى اصطفاف حقيقي بين مشروعين مختلفين، ما يقتضي الانحياز صراحة لهذا الطرف أو ذاك، وهو ما أكّدته بيانات عدد من الأحزاب، والتي جاءت محمّلة برسائل سياسيّة فكريّة، توضح موقفها من ناحية وتؤكّد ضراوة التنافس من ناحية أخرى.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات