+ -

 منذ أسبوع تقريبا دعا بابا الفاتيكان، فرانسيس الأول، نواب البرلمان الأوروبي، في أول زيارة له إلى مقر البرلمان الأوروبي منذ توليه المنصب، إلى احترام القيم الأساسية للمواطن الأوروبي، وشدد على أهمية الكرامة البشرية وحقوق الإنسان، متسائلا “أي كرامة يمكن أن يتمتع بها شخص لا يحظى بطعام أو لا يحصل على مقومات الحياة الأساسية أو على العمل الذي يضفي عليه الكرامة؟”.وقال بابا الفاتيكان فرانسيس الأول أيضا “لقد آن الأوان للتخلي عن فكرة قارة خائفة ومنغلقة على ذاتها، إذ لابد أن تكون أوروبا رائدة وحاملة للعلم والفن والموسيقى والقيم البشرية والإيمان، وأن تنظر إلى الإنسان وتحميه وتدافع عنه وتكون مرجعا للبشرية برمتها”.وشدد على أنه “من أجل إعطاء الأمل لأوروبا لا بد من إيجاد حلول للمشكلات المرتبطة بسوق العمل، بدءا من ضمان كرامة العمال وضرورة معالجة القضايا المتعلقة بالهجرة”، مؤكدا أنه لا يمكن أن يتحول البحر الأبيض المتوسط إلى مقبرة كبيرة.هذا النداء جاء بعد الوضع الذي وصلت إليه أوروبا ليس نتيجة انهيار اقتصادي، كما يظنه الكثير، لأن أموال البنوك في أوروبا بلغ أرقاما خيالية، لكن نتيجة انهيار للقيم الإنسانية، فأصبح فيها الإنسان، كما قال البابا نفسه، يعامل كالسلع، يطرحون جانبا عندما يصبحون عديمي الفائدة ضعفاء أو مرضى أو عجزة.إلا أن منظمة العفو الدولية “أمنيستي”، المعروفة بدفاعها عن حقوق الإنسان وتفتخر بجذورها الغربية الأوروبية والأمريكية، أصبحت عاجزة عن تقديم الحلول لأوروبا في مجال احترام القيم الإنسانية للمواطن الأوروبي، أم أنها تمثل تلك المؤسسات التي حولت المواطن الأوروبي لسلعة تطرح جانبا. أم أن “أمنيستي” لم يعد لديها آذان صاغية في ظل الانهيار للقيم الإنسانية التي تعيشها أوروبا؟إن “أمنيستي” الدولية تتحمل كل المسؤولية عن هذا الانهيار الأخلاقي في أوروبا والعالم بدفاعها عن زواج المثليين وتخريب تركيبة الأسرة تريد أن تعلمنا كيف نركع أو كيف نتزوج أو كيف نربي أولادنا، كما أنها تقوم بهجوم متقدم خارج أوروبا بادّعائها حماية حقوق المهاجرين الأفارقة والسوريين في الجزائر وفي العالم في محاولة لمنع الهجرة إلى أوروبا، وهذا ما أشار إليه البابا في تدخله.إن تدخل البابا هذا كشف “أمنيستي” الدولية، وكشف أن المنظمات التي تتكلم باسم حقوق الإنسان في أوروبا ذات طابع لا ديني هدفها محاربة الأخلاق والقيم الإنسانية في العالم.كيف يمكن لمنظمة دولية تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان ولا تحرك ساكنا تجاه الاعتداءات على الشعب الفلسطيني يوميا، ولم تجرّم مرة الاحتلال الصهيوني. فللّه در القائل: لا تنهى عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم.. وإن لم تستح فافعل ما شئت.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات