المسلم حين يستجيب هذه الاستجابة، يدخل في عالم كلّه سِلْم وكلّه سلام، عالم كلّه ثقة واطمئنان وكلّه رِضا واستقرار لا حيرة فيه ولا قلق ولا تردّد ولا ضلال، سلام مع النّفس والضّمير سلام العقل والمنطق، سلام مع النّاس وكلّ الأحياء، سلام مع الوجود كلِّه ومع كلّ الوجود، سلام يرى في حنايا السّريرة، وسلام يظلّل الحياة والمجتمع، سلام في الأرض وسلام في السّماء.وأوّل ما يفيض هذا السّلام على القلب يفيض من صحّة تصوّره للّه ربّه ونصاعة هذا التصوّر وبساطته. إنّه إله واحد يتّجِه إليه المسلم وجهة واحدة يستقرّ عليها قلبه، فلا تتفرّق به السُّبل ولا تتعدّد به القبل ولا يطارده إله من هنا وإله من هناك كما كان في الوثنية والجاهلية، إنّما هو إله واحد يتّجه إليه في ثقة وفي طمأنينة وفي نصاعة وفي وضوح..فهو سبحانه وتعالى إله قويٌّ قادر عزيز قاهر.. فإذا اتّجَه إليه المسلم فقد اتّجَه إلى القوّة الحقّة الوحيدة في هذا الوجود وقد أمن من كلّ قوّة زائفة واطمأن واستراح. ولم يَعُد يخاف أحدًا أو يخاف شيئًا وهو يعبد اللّه القويّ القادر العزيز القاهر ولم يعُد يَخشى قوت شيء ولا يطمع في غير مَن يقدر على الحرمان والعطاء.. للّه ما أخذ وله ما أعطى. وهو إله عادل حكيم فقوّته وقدرته ضمان من الظُّلم وضمان من الهَوَى وضمان من البخس وليس كآلهة الجاهلية والوثنية ذوات النّزوات والشّهوات ومِن ثمّ يأوي المُسلم من إلهه إلى ركن شديد، يَنال فيه العدل والرّعاية والأمان.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات