38serv
صرّح وزير الخارجية المغربي، صلاح الدين مزوار، بأنه يملك الأدلة على ما تعتبره الرباط تورّط الجزائر في تسريب وثائق السفارات المغربية عبر العالم، بخصوص نزاع الصحراء الغربية. ويعدّ مزوار مستهدفا شخصيا من “كريس كولمان 24”، الموقع الإلكتروني الذي يزعج السلطات الملكية المغربية، بتسريباته، منذ أشهر. قال وزير الخارجية المغربي، أول أمس، أمام أعضاء مجلس النواب، بمناسبة دراسة ميزانية وزارة الخارجية، إنه “سيثبت بالدليل تورط الجزائر في تغذية الصراع حول الصحراء المغربية”، وأنه يعتزم أن يعرض “ما يكفي من الأدلة” طيلة سنة 2015، من دون توضيح كيف سيفعل ذلك. وأفاد مزوار أن “تسريب وثائق سرية لمسؤولين مغاربة هو من تنفيذ المخابرات الجزائرية”، واعتبر ذلك “عملا رديئا، لأن أغلب الوثائق المُسربة تتعلق بموضوع واحد، وهو قضية الصحراء”. ويفهم من حديث مزوار أن المخابرات الجزائرية تقف منطقيا وآليا وراء التسريبات، مادامت الوثائق المسرّبة تتصل بالصحراء فقط دون غيرها من القضايا التي تشغل اهتمام الدبلوماسية المغربية. والمتداول في الخطاب السياسي المغربي، منذ قرابة 40 عاما، أن جبهة البوليزاريو “اختراع من المخابرات الجزائرية”. ونقلت وسائل إعلام مغربية عن المتحدث باسم الحكومة المغربية، مصطفى الخلفي، الذي كان برفقة مزوار بالبرلمان، أنه يتبنى ما يقوله وزير الخارجية. وقال الخلفي، في ندوة صحفية أعقبت اجتماع مجلس الحكومة، إن ما جاء على لسان وزير الخارجية “تعبير عن موقف الحكومة المغربية”، مشيرا إلى أن المغرب “يتعرض لحملات مسعورة تستهدف مؤسساته”. يقصد تسريبات “كريس كولمان 24”، والجزائر التي تقف وراءها، بحسب تفسيرات المغاربة للحدث الذي يؤرّق الحكومة. وذكر الخلفي أن “مثل هذه الأعمال تعد تشويشا على المغرب دون أن تتمكن من تحقيق أهدافها”، وأضاف: “المغرب قوي بمؤسساته ويتقدم بعزيمة لتحقيق الأهداف التي يسطرها، لذلك فهذه المحاولات اليائسة لن تثنينا عن التقدم نحو ربح رهانات صيانة الوحدة الترابية، والدفاع عن الوطن ومؤسساته”. وكانت مباركة بوعيدة، الوزيرة المنتدبة لدى وزير الخارجية، ذكرت في نوفمبر الماضي أن قرصنة الشبكة المعلوماتية لوزارة الخارجية “من تنفيذ موالين للبوليزاريو وبدعم من الجزائر، وتهدف إلى وضع العصا في عجلات الدبلوماسية المغربية”. وتشبه قضية التسريبات والمتسبب فيها، الجدل الذي أثاره المغرب عقب الاعتداء على سياح غربيين بمراكش عام 1994. فقد اتهم الملك الراحل الحسن الثاني آنذاك، المخابرات الجزائرية بالضلوع في التخطيط وتنفيذ العملية الإرهابية التي خلفت ضحايا غربيين. وتبيّن بعد سنوات أن ذلك غير صحيح، لكن الاتهامات المغربية قتلت كل محاولات التطبيع، خلال 20 سنة الماضية وقتلت معها حلم بناء “مغرب الشعوب”. ويرى مراقبون داخل المغرب أن الحملة المركزة التي يخوضها مزوار في مسعى للتأكيد على أن نزاع الصحراء ثنائي بين الجزائر والرباط، لم تنجح في إقناع الأمم المتحدة ولا الولايات المتحدة الأمريكية بذلك. فالقضية تظل في منظور المجموعة الدولية، نزاعا ترابيا يخص البوليزاريو والمغرب.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات