معهد “أن دي آي” يجري لقاءات مع الأحزاب الجزائرية

38serv

+ -

شرع المعهد الديمقراطي الوطني في أمريكا “أن دي آي”، في عقد لقاءات ثنائية مع الأحزاب السياسية الجزائرية، هذا الأسبوع، بمشاركة خبير في الإستراتيجية السياسية. وتندرج لقاءات المعهد الأمريكي ضمن “برنامج تقني” يتعلق بمرافقة الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، لكنه لا يخلو عند البعض من “أجندة سياسية”.أفادت مصادر حزبية، لـ«الخبر”، بأن المعهد الديمقراطي الأمريكي، المعروف اختصارا بـ«أن دي آي”، بدأ لقاءات ثنائية مع أحزاب سياسية في الموالاة والمعارضة، تستمر إلى غاية الأسبوع القادم، يحضرها الخبير في الإستراتيجية السياسية، دافيد بيل، المعروف بتقديم الاستشارات السياسية للحزب الجمهوري الأمريكي.ويحاول الخبير دافيد بيل، في هذه اللقاءات، معرفة اهتمامات كل حزب سياسي وتطلعاته، من أجل تقديم توجيهات عملية في كيفية كسب الرأي العام والتأثير فيه سياسيا، والقدرة على الفهم العميق للمجتمع وتطلعاته وآماله، كما يحاول الخبير الأمريكي الاقتراب من الواقع السياسي الجزائري وتحيين قاعدة بيانات “أن دي آي” حول التوجهات السياسية البارزة في الجزائر.وضم برنامج الخبير الأمريكي، عدا اللقاءات الثنائية، عقد ندوات تدريبية عامة حضرتها أحزاب سياسية وجمعيات ومنظمات المجتمع المدني. وفي هذا الإطار، تم تنظيم ورشتين، بفندق بالعاصمة، الأسبوع الماضي، الأولى تناولت موضوع “صوت المواطنين والسياسات المتبعة”، والثانية كانت بعنوان “تحليل الرأي العام عن طريق سبر الآراء والأدوات التكنولوجية الحديثة”.وشهدت اللقاءات المفتوحة التي نشطها الخبير الأمريكي، مشاركة واسعة للأحزاب السياسية، بحسب النائب عن حركة النهضة، الهاني بوشاش، إذ حضر من جانب أحزاب السلطة التجمع الوطني الديمقراطي، بينما شارك على الطرف المعارض حركة النهضة وحركة مجتمع السلم والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية وجيل جديد، إلى جانب جمعيات حقوقية نشطة في الجزائر.وعن هذه اللقاءات، أوضح شهاب صديق، عضو المكتب الوطني المكلف بالعلاقات الخارجية، أن نشاط “أن دي آي” في الجزائر يعود لـ20 سنة، إلا أن “العلاقة مرت بمراحل متفاوتة في السابق، وهذه المرة يريدون إعطاء نفس جديد عبر البرنامج الذي سطروه في الملفات التي يسعون لترقيتها”. وأشار صديق إلى أن “إستراتيجية الأرندي، كحزب ينتمي للموالاة ويعتز بإطاره الوطني الجمهوري، تقوم على التواصل مع هذه المنظمات حتى لا يكون تعاملها فقط مع أحزاب المعارضة”، لافتا إلى أن “التعامل معها ينبغي أن يكون بحذر بما أنها صارت واقعا لا يمكن تجاوزه، بمعنى الاستفادة من خبرتها مع اليقظة لخلفياتها السياسية”. من جانبه، قال جيلالي سفيان، رئيس حزب جيل جديد، إن معهد “أن دي آي” اتصل بحزبه فور بدء نشاطه السياسي، وإثر ذلك “طلبنا من وزارة الخارجية إن كان معتمدا من الدولة، فكان ردها بالإيجاب، وعلى هذا الأساس نتعامل معه في حدود اللقاءات والدورات التي يجريها لتكوين الإطارات في الأسلوب الديمقراطي وعمليات سبر الآراء، وغيرها من المواضيع التقنية”.ونفى سفيان أن تكون هذه اللقاءات “شبيهة” بالاجتماعات التي عقدها الوفد الأوروبي مع الأحزاب السياسية، إلا أن الولايات المتحدة، حسبه، لا يمكن أن “تكون متخلفة عن الوضع السياسي الغامض في الجزائر، ولديها أساليبها في معرفة ما يجري بسبب المصالح الكبرى التي تربطها بالجزائر”.ورغم الطابع التقني الذي يظهر من هذه الاجتماعات، إلا أن موقع المعهد الديمقراطي الوطني في أمريكا كمنظمة غير حكومية تقدم دراسات وأفكار يستعين بها صانع القرار الأمريكي، يفرض، حسب مراقبين، “خلفية سياسية” لهذه اللقاءات، خاصة في ظل الواقع الذي كرسته الرئاسيات الأخيرة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: