تتفق أحزاب المعارضة على أن الهجوم الأخير لقيادتي حزبي الموالاة، الأفالان والأرندي، دليل على أن السلطة “تعيش حالة قلق وارتباك ينعكس في تصريحاتها المتشنجة”. وتفسر أحزاب المعارضة هذه الحالة بشعور النظام بأن “ساعة النهاية قد دنت بعد التهاوي المخيف لأسعار النفط وإشارات تفيد بتراجع دعم الخارج”.أوضح محمد ذويبي، رئيس حركة النهضة، أن “السلطة تريد استعمال حزب جبهة القوى الاشتراكية لضرب بقية أحزاب المعارضة التي تطرح مشروعا حقيقيا للبلاد”، مشيرا إلى أن هذه الفرضية تأكدت بعد أن هاجم عمار سعداني، أمين عام الأفالان، المعارضة على خلفية عدم تعاطيها مع مشروع الأفافاس”.وأبرز ذويبي أن تنسيقية الانتقال الديمقراطي “لم تهاجم الأفافاس وإنما رفضت مبادرته انطلاقا من حرصها على فتح حوار حقيقي بين المعارضة والسلطة الحقيقية، وليس مجرد أحزاب تمثل واجهة وديكورا ولا علاقة لها أبدا بصنع القرار”. وأشار ذويبي إلى أن أكثر ما يقلق السلطة أن المعارضة سحبت منها ورقة “الفرقة” التي كانت تلعب عليها، بطرحها أرضية سياسية تضمن “انتقالا ديمقراطيا حقيقيا يكرس استعادة الحقوق المهضومة للجزائريين”. أما عن الاتهامات بالتعاطي مع الخارج، فهي تظهر عند ذويبي أن السلطة أصبحت “ضعيفة لدرجة عدم إيجاد حجج كافية لإقناع الجزائريين”.من جانبه، ذكر جيلالي سفيان، رئيس حزب جيل جديد، أن “هجمة أحزاب السلطة تؤشر على وجود ارتباك من داخل دائرة القرار التي تتعامل معها هذه الأحزاب، في ظل الواقع الذي يظهر انفلاتا تاما في أعلى هرم السلطة، بسبب عدم قدرة الرئيس على مزاولة مهامه الدستورية”. وأبرز سفيان أن “القلق بدأ يظهر على النظام، بعد أن أصبح الخارج يدير الظهر له، وهو ما تجلى في الاستقبال المهين الذي حظي به الوفد الوزاري الجزائري لدى زيارته فرنسا”. وأضاف أن “النظام الجزائري أدرك الآن أنه وصل إلى حدوده القصوى وهو ذاهب إلى نهايته، بعد أن بدأت تزول من يده ورقة المال التي كان يستعملها، إثر التهاوي غير المسبوق لأسعار النفط”.وقال عثمان معزوز، المكلف بالإعلام في حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، إن “الاتهامات التي يوجهها الأفالان والأرندي لأحزاب المعارضة فاقدة للمصداقية، لأنها تصدر عن بيادق يصوبها النظام كما يشاء، وليست أحزابا سياسية لديها أفكار وتوجهات يمكن مناقشتها”. معتبرا أن “هجوم أحزاب السلطة في هذه الفترة بالذات دليل على صحة ما كانت تطرحه المعارضة من ضرورة الانتقال الديمقراطي”.ولفت معزوز إلى أن هذا التزامن في لغة التهديد التي تطال المعارضة بين “الثنائي سعداني وبن صالح”، يعبر عن خوف متنام في محيط صناع القرار بالجزائر، مشيرا إلى أن “النظام في الجزائر وصل إلى حافة الهاوية بعد تهاوي أسعار البترول، ما يحتم على الجزائريين استباق الآثار المتوقعة لذلك، عبر الدخول في فترة انتقال ديمقراطي”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات