تعرضت الحكومة التركية أمس لانتقادات حادة من الإعلام المحلي وكذا من الاتحاد الأوروبي، واتهمت بتهديد الديمقراطية وحرية التعبير، بعد سلسلة توقيفات استهدفت وسائل الإعلام المعارضة لنظام الرئيس رجب طيب أردوغان، فيما أخلي سبيل 3 موقوفين وبقي 24 قيد التوقيف، وانتقدت دول أوروبية بشدة هذا الأمر، بينما قالت واشنطن إنها تراقب هذه التوقيفات.وفي موقف تبريري لإجراءات السلطات التركية الأخيرة، قال الرئيس رجب طيب أردوغان أمس إن المداهمات التي قامت بها الشرطة لوسائل إعلام مقربة من الداعية الإسلامي التركي المقيم في الولايات المتحدة فتح الله كولن، تجيء في إطار رد ضروري على “عمليات قذرة” لأعداء سياسيين، ورفَض الانتقادات التي وجهها له الاتحاد الأوروبي.وأضاف أردوغان “إنهم يصرخون مدافعين عن حرية الصحافة لكن (المداهمات) لا علاقة لها بهذا.. نحن لا ننشغل بما يمكن أن يقوله الاتحاد الأوروبي، سواء قبلَنا الاتحاد الأوروبي كعضو أم لا، نحن لا ننشغل بهذا. أرجوكم احتفظوا بحكمتكم لأنفسكم”.وأوقفت الشرطة أول أمس 27 شخصاً، إذ استهدفت حملة التوقيفات الصحافيين بشكل أساسي، كرئيس تحرير صحيفة “زمان” أكرم دومانلي، ومدير قناة تلفزيون “سمانيولو تي في” هداية قره جا، وصحافيين في قناة المسلسلات “تيك توركييه” (تركيا واحدة) التابعة لـ “اس تي في”، وجميعهم تابعون للداعية الإسلامي فتح الله كولن.ومن جهته، علّق رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو في صحيفة “صباح”، بأن هؤلاء الأشخاص لم يتم توقيفهم بسبب “أنشطتهم كصحافيين”، متحدثاً عن فتح تحقيق قضائي يجيز توضيح الاتهامات الموجهة إليهم.وبحسب وكالة أنباء “الأناضول” الرسمية، أوقف هؤلاء بأمر من المدعي العام هادي صالح أوغلو، واتهموا بالتزوير وفبركة الإثباتات وتشكيل “عصابة إجرام لضرب سيادة الدولة”.من جهته، أعلن التلفزيون التركي اليوم الإفراج عن 3 من الموقوفين، فيما ما يزال 24 يخضعون للاستجواب لدى شرطة إسطنبول.وقالت صحيفة “زمان” إنها “ستحافظ على خطها المسالم من أجل الديمقراطية والحرية”، مضيفة أن تركيا باتت “على حافة الهاوية”.وفي أوساط الإعلام الموالي للحكومة، انتقد الكاتب عبد القادر سلوي في صحيفة “يني شفق” هذه التوقيفات، مندداً بتوقيف دومانلي وقره جا.من جهتها، اعتبرت صحيفة “حرية” أن توقيف الصحافيين “ضربة” للديمقراطية وحرية التعبير.وعلى الصعيد الدولي، وصف الاتحاد الأوروبي في بيان شديد اللهجة على نحو غير معتاد، مداهمةَ الشرطة التركية لمقرات مؤسسات إعلامية بأنها لا تتماشى مع حريات الإعلام وتتعارض مع المبادئ الأوروبية الأساسية التي تتطلع تركيا لأن تكون جزءا منها. وأفاد بيان صادر عن المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جين ساكي أن بلادها “تتابع عن كثب أنباء المداهمات والتوقيفات في تركيا”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات