“السياسة الخارجية كانت تهدف لتلميع صورة بوتفليقة وليس الجزائر”

+ -

يعتقد الدبلوماسي الجزائري السابق، عبد العزيز رحابي، أن الصورة النمطية عن الجزائريين في الخارج لم تتغير، بدليل المعاملة السيئة التي تعاملها بهم الحكومات الأوروبية. وينفي رحابي أن تكون صورة الجزائر في الخارج قد تحسنت، مشيرا إلى أن همّ السلطات الجزائرية كان تحسين فقط صورة الرئيس.يقول عبد العزيز رحابي، في تصريح لـ“الخبر”، إن “مكانة الجزائريين في الخارج لم تتغير عما كانت عليه في السنوات السابقة”، لكن “الجديد اليوم أن جزائر العزة والكرامة رضخت لكل ضغوط الحكومات الأوروبية المتعلقة بترحيل الجزائريين المقيمين بطريقة غير شرعية على أراضيها”. ويعتبر رحابي أن قرارات ترحيل الجزائريين من الدول الأوروبية تتم بطريقة تعسفية وتمييزية. “في إسبانيا مثلا هناك مليون مغربي مقابل 50 ألف جزائري فقط، لكن التركيز يكون على الجزائريين في قرارات الترحيل.. لذلك أعتقد أن الجزائر تساهلت كثيرا في هذا الموضوع بما يضر كثيرا بالجزائريين المقيمين في الخارج”.والجانب الآخر الذي يثير حفيظة وزير الإعلام سابقا، هو “قرار ترحيل الجزائريين في طائرات الجوية الجزائرية، لأن ذلك يمس بسمعة هذه المؤسسة الوطنية التي أصبحت تتحمل عبئا كبيرا ليست مسؤولة عنه، في حين كان يفترض أن يتحمل الجانب الأوروبي مسؤولية قراراته”.ويعتبر رحابي أن “أسباب ترحيل الجزائريين عادة ما تكون تافهة، لأن الدول الغربية لديها أفكار مسبقة عن الجزائر، وغالبا ما تعتبر الجزائريين إرهابيين، فيسارعون في كل مرة لطرد الجزائريين”. وإلى جانب ذلك، يضيف: “لا يتمتع الجزائريون المرحلون بكل الضمانات الأوروبية.. فمثلا عندما يكون الجزائري غير راض عن قرار المحكمة البلجيكية بإمكانه الطعن لدى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان لإيقاف قرار الترحيل.. ولتجنب هذا الإشكال القانوني تلجأ السلطات في هذه الدول إلى استصدار قرارات ترحيل مستعجلة.. وهذا مناف للحقوق التي تكفلها القوانين والمواثيق الأوروبية”.ويشير سفير الجزائر في إسبانيا سابقا، إلى أن “الخطاب الرسمي حول استعادة مكانة الجزائر في الخارج هو محض افتراء، لأن سياسة الجزائر في الخارج تهدف لتحسين صورة بوتفليقة وليس التسويق للجزائر التي لم تستثمر سلطاتها مليما في تحسين صورتها”، مشبها هذه “السياسية بما كان يقوم به العراق وليبيا وباقي الدول في الماضي لتلميع صورة القائد والزعيم”.ويعتقد رحابي أن “هناك علاقة طردية بين الدول القوية ومكانة مواطنها في الخارج، إذ لا يتعامل الشرطي البلجيكي مع مواطن أمريكي أو كندي بنفس الكيفية التي يتعامل بها مع الجزائري”. وينطبق ذلك عند رحابي على كل ما يمت بصلة للجزائر سواء كانت شركات أو رعايا. ويعزو ذلك لكون الجزائر “في أعين هؤلاء دولة ضعيفة لا يخشون من ردة فعلها”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: