أسقط مدرّب المنتخب الوطني كريستيان غوركوف من قائمته كل اللاّعبين الذين ينشطون في البطولة المحلية باستثناء حارسي المرمى لعدم وجود حراس جزائريين أقوياء ينشطون خارج البطولة الجزائرية. كتب المدرّب الفرنسي لـ«الخضر” بإعلانه عن قائمة 23 لاعبا المعنيين بالمشاركة في الطبعة الثلاثين لنهائيات كأس أمم إفريقيا، صفحة جديدة من صفعات انهيار الكرة الجزائرية محليا واندثار تمثيل عناصرها المحليين في المنتخب الوطني على مستوى الدورات النهائية لكأس أمم إفريقيا، كون المنتخب الوطني لم يشهد قبل الإعلان عن قائمة غوركوف، عدم وجود أي لاعب محلي في “الكان”. وقبل غوركوف، وجّه المدرّب السابق للمنتخب وحيد حاليلوزيتش الدعوة لعدة لاعبين ينشطون في البطولة المحلية للمشاركة في دورة جنوب إفريقيا سنة 2013 خلال الطبعة السابقة من المنافسة القارية، وحملت القائمة أسماء إسلام سليماني من شباب بلوزداد وقتها، وسعد تجّار من شبيبة القبائل وياسين بزّاز من شباب قسنطينة وعلي ريال من شبيبة القبائل، قبل أن يشطب حاليلوزيتش، سنة واحدة بعد ذلك، كل المحليين من قائمة المشاركين في مونديال البرازيل، ولم يحتفظ سوى بالحارسين وهما محمّد لمين زماموش وسيدريك سي محمّد اللذين لم يشاركا في أي مباراة، كون إسلام سليماني كان قد غادر البطولة المحلية والتحق بنادي سبورتينغ لشبونة ضمن البطولة البرتغالية.توسع رقعة التمثيل للبطولات الأجنبية في المنتخب الجزائري على حساب البطولة المحلية إعلان صريح من كل المدرّبين الذين تعاقبوا على رأس العارضة الفنية لـ«الخضر” بأن البطولة الجزائرية أصبحت فعلا عقيمة، وبأن الأندية الجزائرية، خلال كل المواسم السابقة، لم تكلّف نفسها عناء بناء ناد محترف يحرص على منح الأولوية للتكوين، طالما أن البطولة الجزائرية، سواء في العهد الهاوي أو في عهد الاحتراف، كانت تلتهم أموالا خيالية، تتجه أغلبها لتسديد المنح والعلاوات دون استثمارها في بعث أجيال قوية من اللاّعبين، مثلما هو حاصل على مستوى الأندية الأوروبية، وهو ما يؤكد أيضا بأن الاتحادية فشلت في سياستها ولم تقو على تلميع صورة الكرة الجزائرية سوى من خلال الاستثمار في المدارس الأجنبية وانتقاء أفضل اللاّعبين من أجل تدعيم المنتخب الوطني وجعل الكرة الجزائرية تظهر وكأنها قوية بسياسة التكوين على المستوى المحلي.والظاهر أن فرص اللاّعبين المحليين أو الذين التحقوا بالبطولة الجزائرية من المغتربين، تقلّ حظوظهم في حمل ألوان المنتخب الأول بسبب حملهم لألوان الأندية الجزائرية، وبدا واضحا أيضا بأن الأندية الجزائرية المفلسة التي تلتهم الملايير التي تغدق بها الدولة عليها لشراء السلم الاجتماعي، أصبحت في نظر المدرّبين الوطنيين عنوانا للفشل وبأن تواجد اللاّعبين في صفوفها دليل ومؤشر واضح على أنه لاعب فاشل، كون تصدير الأندية الجزائرية للاّعبين لأقوى البطولات والأندية الأجنبية أصبح عملة نادرة.والغريب أن كريستيان غوركوف لم يمنح الفرصة حتى لواحد أو اثنين من أفضل العناصر في البطولة المحلية حتى لا نقول الأقلها ضعفا، رغم أن مدرّب المنتخب الوطني اضطر لتوجيه الدعوة للاعبين لا يشاركون أصلا مع أنديتهم الأوروبية في صورة إسحاق بلفوضيل ومهدي زفان وبدرجة أقل مهدي عبيد، في وقت كان يوسف بلايلي لاعب اتحاد الجزائر من أقوى المرشحين، من المحليين، للتواجد ضمن قائمة 23 لاعبا، غير أن كريستيان غوركوف فضّل، من خلال خياراته، جعل قائمته تاريخية، بخلوّها من أي لاعب محلي بعد إقصائه لهم.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات