القوات الفرنسية تعقبت قيادي “المرابطون” أثناء التفاوض بشأن الدبلوماسيين الجزائريين

+ -

سمحت معلومات حصلت عليها المخابرات الفرنسية، أثناء التفاوض مع خاطفي الدبلوماسيين الجزائريين، بالقضاء في النهاية على أحد القادة الثلاثة لمنظمة التوحيد والجهاد أو المرابطون. وكشف مصدر أمني رفيع أن المخابرات الفرنسية كانت على علم بكل تحركات أحمد التلمسي، إلا أنها فضلت الإبقاء على حياته إلى غاية تحرير آخر رهينة جزائري استجابة لطلب الجزائر.كشف مصدر أمني جزائري تفاصيل عن العملية السرية التي نفذتها القوات الفرنسية في شمال مالي، وسمحت بالقضاء على أحمد التلمسي، أحد أهم المطلوبين في منطقة الساحل وأحد أقرب المقربين من مختار بلمختار، وهو رجل يصنف بأنه أحد أعضاء الدائرة الضيقة التي تتحكم في الجماعات المسلحة في الساحل. وكشف مصدر أمني رفيع أن أحمد التلمسي ارتكب عدة أخطاء أثناء التفاوض للإفراج عن الدبلوماسيين الجزائريين المختطفين، سمحت بتحديد مخبئه بدقة عبر أجهزة تعقب حديثة. وتتشابه عمليات القضاء على أبو زيد وأحمد ولد خليل وأخيرا أحمد التلمسي في تفاصيلها، وهي التي بنيت على معلومات استخبارية دقيقة، رغم أن الكثير من تفاصيل عملية قتل أحمد التلمسي مازالت غامضة، وما زالت الكثير من تفاصيل العملية العسكرية التي شاركت فيها قوات خاصة فرنسية وطائرات بدون طيار طي الكتمان، وكان هدفها الرد على إعدام الصحفيين الفرنسيين قرب مدينة كيدال في شمال مالي. ووفقا لمصدر أمني، فإن العملية بدأت عندما أوقفت مجموعة مسلحة مقربة من الحركة الوطنية لتحرير أزواد في منطقة قريبة من مدينة تساليت 4 إرهابيين من جماعة الموحدين، سلمتهم للمخابرات الفرنسية، وتم استجواب الموقوفين الأربعة ومنهم الموريتاني “خنو إيباني عبد المجيد”. وحسب ذات المصدر، فإن قياديا نيجريا وعضوا موريتانيا من كتيبة “الملثمون” التي اندمجت ضمن حركة “الموحدون” يدعى أبو القاسم بينون، وهو مسؤول سرية في كتيبة “الملثمون” التي تضم نحو 50 إرهابيا، وقع في قبضة القوات الفرنسية مع موريتاني، وتم نقل المعتقلين الأربعة إلى وجهة مجهولة، بواسطة مروحية فرنسية، وكان الإرهابيون بصدد شراء قطع غيار سيارات وعجلات وكمية من زيت السيارات والوقود، من وسيط يتعامل مع أعضاء في حركة تحرير أزواد، وهو قيادي ترڤي وعسكري سابق في الجيش المالي، عندما حاصرهم مسلحون من ميلشيا موالية لحركة تحرير أزواد. وقد اتهم مختار بلمختار، حسب مصادر موثوقة، قادة حركة تحرير أزواد بتدبير الكمين لعناصره الذي جاء ردا على طرد بلمختار المتحالف مع حركة التوحيد والجهاد، للحركة الوطنية لتحرير أزواد من مدينة غاو، لكن مصادر أخرى تقول إن الكمين تم تدبيره مقابل مبلغ مالي بقيمة 4 ملايين أورو، وتقول المعلومات المتاحة إن أفراد المليشيا الذين قبضوا على الإرهابيين الأربعة وعدوا الفرنسيين بتسليمهم صيدا ثمينا من قيادات الصف الثاني في إمارة الصحراء، مثل “تمام الموريتاني” أو “الترڤي عبد الكريم” المتهم بقتل الصحفيين الفرنسيين، لكن الكمين أسفر عن الإيقاع بأحد المقربين بالرجل الثاني في جماعة بلمختار. وتشير مصادرنا إلى أن استنطاق “إيباني عبد المجيد” سمح للفرنسيين بتحديد خط سير سيارة كان يستقلها حسن ولد خليل أو جوليبيب، فتم القضاء عليه في عملية شاركت فيها طائرة حربية وطائرات بدون طيار ومجموعة من القوات الخاصة الفرنسية. ويعتقد أن الفرنسيين حصلوا، خلال استنطاق الإرهابيين الموقوفين، على معلومات دقيقة حول مختار بلمختار الذي باتت القوات الفرنسية قريبة منه للغاية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات