يقول الأستاذ راتب النابلسي: قول اللّه تعالى: {إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلاً وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً} والآن تطوّرت حياتنا فصار ليل النّاس نهارًا ونهار النّاس ليلاً عن طريق الوسائل الحديثة الّتي قلّبَت الموازين، فإذا فات الإنسان النّوم باكرًا صلّى الفجر مُتعبًا، ويكون قد فاته أجمل ما في النّهار، قال عليه الصّلاة والسّلام: “لَوْ يَعْلَمُ النّاسُ مَا فِي الْعَتَمَةِ وَالصُّبْحِ لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا” أخرجه أحمد.فأجمل ما في الحياة هو ساعات الفجر وما قبل الفجر وما بعد الفجر، وهذا يحتاج إلى نوم مبكّر، فالّذي ينام مبكّرًا يستمتع بهذه السّاعات، فالإنسان الّذي يسافر قد يحتاج بحكم السّفر أحيانًا إلى أن ينام في السّاعة التاسعة ويستيقظ السّاعة السّادسة بأعلى درجات النّشاط، فالتّصميم الإلهي هو أن تنام باكرًا وأن تستيقظ باكرًا لكي تتّصِل باللّه.ولاشكّ أنّ ذِكر اسم اللّه عزّ وجلّ ليس المقصود منه أن تقول (اللّه) بقلب غافل، فهذا لا يرضي اللّه عزّ وجلّ ولا يحقّق ثمرة من ثمار الذِّكر، وقال العلماء: الذِّكر هو أن تذكر اللّه بلسانك على أن يكون قلبك خاشعًا؛ أي: ذكر اللّسان مع حضور القلب.أما التّبتِيل فهو الانقطاع، فلا بدّ من أن تقتطع من وقتك وقتًا لمعرفة اللّه والاتصال به، والّذي لا يجد في حياته وقتًا لمعرفة اللّه وحفظ القرآن وتعليمه، ولا يجد وقتًا للعمل الصّالح والأمر بالمعروف، هو الإنسان ميت لكن بصورة حي، فلا بدّ من التّبتُّل والانقطاع، ولا بدّ من أن تقتطع من وقتك وقتًا لمعرفة اللّه، قال تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا} الفرقان:63.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات