إنّ تذكير سيّدنا هود عليه السّلام لقومه لم يزدهم إلّا إصرارًا في غيّهم، وعنادًا في ضلالهم، حيث أجابوه بقولهم: {قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتَنَا فَأَتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} الأحقاف:22، وكان موقفهم من دعوته موقف المتكبّر والمتجبّر والمستعلي، حيث خاطبوه بقولهم: {إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} الأعراف:60، وقالوا له أخرى: {إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ} هود:54.ولمّا لم يفلح هود عليه السّلام في ثني قومه عمّا هم فيه من الضّلال والغي واجههم بالعاقبة الّتي سيؤول إليها أمرهم، فقال لهم فيما حكاه القرآن عنه: {قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ} الأعراف:71.وقد أخبر القرآن الكريم عن العذاب الّذي حلَّ بقوم هود عليه السّلام بعبارات متنوّعة ومعبّرة، ونجّى اللّه هودًا واّلذين آمنوا معه، فقال: {فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُوا مُؤْمِنينَ} الأعراف:72، وقال: {وَأتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ ألَا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِعَادٍ قَوْم هُود} هود:60. وقال: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أيَّامٍ نَحْسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيْاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُون} فصّلت:16. وقال: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ ريِح ٌفِيهَا عَذَابٌ ألِيمٌ تُدَمِّرٌ كٌلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنَهُمْ} الأحقاف:24-25، وقال: {وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ الرِّيحَ الْعَقِيم} الذّاريات:41: وقال: {وَأمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ} الحاقة:6، وقال: {فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ} الفجر:13.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات