”لن أغادر الجزائر التي يوجد فيها كل ما أحب”

38serv

+ -

يرفض الكاتب الصحفي كمال داود ”الهبوط إلى مستوى غير منتج لقيمة مضافة أدبية، فكرية وإنسانية” وهو اليوم في قلب الحدث الوطني والعالمي بعد أن أصدر زراوي حمداش فتوى تبيح دمه. لكن الذي يؤلمه هو الرعب الذي أثارته هذه الفتوى في محيطه. ومن أجل ذلك قال في تصريح لـ”الخبر”: ”سأمارس حقي كمواطن جزائري لا يملك جنسية أخرى غير الجزائرية، باسترداد حقي وحقوق كل من تضرروا مما حدث هنا في الجزائر، وباستعمال ما يتيحه لي الدستور والقوانين الجزائرية من حقوق”. ”عندما وقفت أمام 6 آلاف شخص يوم 30 نوفمبر 2014 في العاصمة السنغالية داكار، لم أفكر في شيء آخر غير أنني جزائري. وكانت سعادتي كبيرة لما صفّق كل أولئك الناس لذلك الجزائري القادم من الريف المستغانمي. والذي كتب ونشر روايته في الجزائر. كنت سعيدا لأنني جزائري”. هذا ما يقوله كمال داود للناس.يرفض كمال داود الخوض كثيرا في موضوع الفتوى، ”أنا منشغل بالأدب والكتابة والتفكير السليم. لم أرتح طيلة الأشهر الستة الأخيرة مع المسابقات الأدبية التي اقتحمتها روايتي، أسفار، حوارات، بلاطوهات تلفزيونية وغيرها. كنت أرغب في الركون إلى الراحة بين أهلي وأصدقائي في بلدي، لأعود لمهنتي بنفس جديد. خاصة بعد الذي تراكم عندي من تجربة فريدة. وما اكتشفته من سعة أفق، ومنها أن العالم ليس محصورا في الشحناء بين الجزائر وفرنسا. وأيقنت أنه يمكن لأي جزائري أن يقتحم العالم أجمع بالنوعية والجمال، وليس فرنسا فقط. لكن الذي حدث هو أن أناسا يريدون أن يركبوا ظهري ويحققوا ما لا يستطيعون تحقيقه بالفكر والإبداع. سأتصدى لهم وأحرمهم من استعمالي، لأنني أنتمي إلى جيل جديد لا يؤمن بالصراع بين المعرّب والمفرنس. ولا تهمه الايديولوجيا القاتلة. جيل يتوق إلى حمل اسم الجزائر بلادي بشكل جميل”.ويؤكد كمال داود ”لا تهمني دعوات الهجرة واللجوء التي وصلني الكثير منها، ليس اليوم فقط ولكن منذ مدة طويلة. أنا عازم على البقاء في بلدي. وسأقاوم بكل ما أوتيت من قوة مع جيلي لنفرض رؤى غير بالية، تزاوج بين تراثنا الغني والمتنوع والجميل والحداثة. ويعرف الناس أنه لا أحد صنعنا. ولا تملك أية جهة الفضل علينا. لا النظام ولا فرنسا ولا غيرهما. وصلنا إلى ما وصلنا إليه بجهدنا وعرقنا. أنا من جهتي لست مدينا لأحد إلا للجزائر بلدي”.وفي لقائنا بالكاتب الصحفي كمال داود، أمس في وهران، تحدث عن الدعوى التي رفعها ضد الذي أهدر دمه، وعن اندهاشه لحجم التعاطف الذي عبر له عنه الناس في الجزائر خاصة وعن الذين اتصلوا به من الخارج، والذين لم يتصلوا به من الجزائر، فلا وزيرة الثقافة ولا وزير الاتصال رفعا هاتفيهما وكلّماه.كما تحدث عن ”الذين يعتقدون أن الجزائر حكر لهم وحدهم في الداخل والخارج. لقد أدهشتني ردّة فعل بعض الجزائريين في تنقلاتي إلى الخارج في المدّة الأخيرة، وحرصهم الشديد على ألا يسود حديث في العالم عن الجزائر سوى عن تخلفها واقتتال أبنائها وسرقات وجهائها. إن في بلادنا أشياء جميلة كثيرة يجب أن يعرفها الناس في الدنيا. وكم كنت محبطا عندما شاهدتهم يتوسّلون الناس لإغلاق الأبواب في وجه غيرهم. وكم آلمني وضع ”دياصبورا” التسعينيات التي تعمل جاهدة لتخليد الصورة المغلوطة عن بلادنا. إنها أمور مؤلمة”. ويؤكد الكاتب كمال داود أنه مصمم على مواصلة الكتابة، والجهر بقناعاته وتجاهل التافهين، وأنه لن يغادر ”الجزائر التي يوجد فيها كل ما أحب”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: