قال مولود حمروش إنه لا يحس نفسه معنيا بافتتاحية مجلة “الجيش” في عددها الأخير. وأكد، أمس، في المحاضرة التي نشطها في مدينة سيدي بلعباس: “لم أخاطب الجيش ليرد علي. أنا تكلمت عن الجيش ودوره وليس مع الجيش، وأنا عسكري سابق وأعرف معنى الانضباط. ولا أعتبر نفسي معنيا بما جاء في مجلة الجيش”.وفصل مولود حمروش، في محاضرته التي نشطها بدار الثقافة “كاتب ياسين” بسيدي بلعباس، موقفه من الجيش، وقال: “سأكون صريحا وواضحا. قلت دائما إن الجيش هو العمود الفقري للدولة الجزائرية، فلأول مرة في التاريخ يملك الجزائريون جيشهم، ففي العهد التركي كان الجيش تركيا وفي الفترة الاستعمارية كان الجيش فرنسيا. أما اليوم فإن لنا جيشا وطنيا شعبيا. لأنه مؤسسة للدولة الجزائرية وليس مؤسسة تابعة لنظام الحكم”. وردا على أسئلة “الخبر”، أضاف: “أعرف كثيرا من زملائي الضباط الذين يعتبرون أنفسهم جنودا في خدمة الشعب الجزائري. لأن المؤسسة التي ينتمون إليها نشأت من رحم الشعب، وتاريخيا هي امتداد للمنظمة السرية ثم جيش التحرير الوطني. وليس جيش ملك أو دولة أجنبية. كلنا لنا الحق عليه، ولا نطعن فيه، وهو مطالب بحمايتنا جميعا”. وأكد حمروش: “أنا لم أخاطب الجيش ولا أنتظر منه الرد. وما زلت على قناعاتي. ويجب أن نعترف بهذا الجيش ومعه مصالح الأمن التي تعيش حالة استنفار منذ 25 سنة عمر الأزمة التي تمر بها بلادنا، لهذا يجب المحافظة عليه”.وعن المبادرات السياسية المتنوعة التي تقوم بها المعارضة، ومنها مطلب جزء منها بتفعيل المادة 88 من الدستور وإجراء انتخابات رئاسية مسبقة، قال مولود حمروش: “لست من المساندين لهذه الدعوة. وأقول إن أي انتخابات رئاسية مسبقة اليوم لن تنتج إلا وضعا مشابها لما نعيشه وربما أكثر تعقيدا. لأن الوضع العام للبلاد في الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والمالية والسياسية تستدعي الحذر الشديد”. وأضاف: “إن هذا النقاش بيزنطي، وأنا لست مرشحا لأي شيء. وأجتهد من أجل تحقيق توافق وطني يشارك فيه الجميع معارضة وحكما، وتنظيمات المجتمع من أحزاب، جمعيات ونقابات، من أجل الوصول إلى توافق وطني لبناء المستقبل”.وفسر نظرته لهذا التوافق بالقول: “يجب أن نتناقش ونتفق حول الغد، المستقبل، لأن أي نقاش حول الأمس وعن مسؤوليات الأزمة وغيرها لن يجدي نفعا. كما أن النقاش حول ما هو حاصل اليوم لا ينفع أيضا. يجب أن نوحد جهودنا للنقاش حول مخرج توافقي للغد، للأجيال القادمة. وأنا مقتنع بأننا إذا وضعنا هذا نصب أعيننا فإننا نتوصل إلى الحل. ويتأكد الموجودون في السلطة أنهم يواجهون اليوم مشاكل وهمية”. وأضاف: “إننا في البداية، وهناك أطروحات متنوعة، ولم نتوصل بعد إلى اتفاق. لكن إذا توصلنا إلى قناعة موحدة بأن الدولة شيء والحكم شيء، فإننا سنخطو خطوة مهمة نحو التوافق. وسينصب النقاش بعدها حول مسائل تقنية. لأن أي خطوة متسرعة اليوم ستكون عواقبها كبيرة، نظرا لانهيار الإدارة الحكومية. إن المخاطر الخارجية موجودة، لكنها أقل خطورة على بلادنا من عدم قدرتنا على فهم الرهانات الحقيقية وإيجاد الحلول الصائبة”.واعتبر مولود حمروش أن “الشعب لا يصدق الحكومة عندما تقول له إن الأمر خطير، لأنه لا يثق في الخطاب الرسمي، ويعرف أنه غير صحيح. وهذا أمر خطير يجب أن ينتبه إليه الحكام الذين لم يعودوا يملكون الأجوبة عن الأسئلة الحقيقية المطروحة حول مستقبل البلاد”. ويرى أنه من واجب الجميع “المساهمة بمن فيهم الحكام لتجنيب البلاد ما آلت إليه العديد من الدول مثل العراق، ليبيا، سوريا وغيرها. وقد تقولون إن في هذا الطرح تناقضا، وأنا أعترف بذلك، من جهة لا أتفق مع الحل السريع والذي قد يعني استمرار النظام، ومن جهة أخرى أطالب بالسعي لكي لا يستمر الوضع الحالي. أقول إنه يجب أن يشعر الشعب الجزائري بإشارة قوية تبين بوضوح وجود إرادة في تجاوز الأزمة”. لكنه لم يبين من الجهة التي تعطي هذه الإشارة. وقال أيضا إن “هناك بعض الأفعال والمبادرات لا أستطيع الإفصاح عنها اليوم. ولكن يجب أن تشعر النخب الوطنية بدورها ونتجند جميعا لكي لا يحدث الانهيار عندنا”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات