عاد الكاتب الفرنسي فرنسوا جاز، الذي أثار في نهاية التسعينات قضية “من يقتل من؟”، إلى نفس الطرح ونظرية المؤامرة، ويتعلق الأمر هذه المرة بدعوة السلفي عبد الفتاح حمداش الدولة لتطبيق حد القتل في حق الكاتب كمال داود، بتهمة الردة والتهكم على الذات الإلهية، وقال فرانسوا جاز في مقال مطول ومفصل نشره بموقع “ميديابرت”، إن القضية برمتها عبارة عن مؤامرة وسيناريو ألّف كل أجزائه جهاز الاستعلامات الجزائري “دياراس”، وأن حمداش رجل من رجالاته، مستشهدا بعدد من الشهادات. وقال إن حمداش انضم في التسعينات إلى التيار الإسلامي تحت اسم مستعار “عبد الفتاح بريش”. واستند جاز في نظريته إلى كتاب للضابط السابق بالاستعلامات “أحمد شوشان” نشره إلكترونيا سنة 2012 عبر الأنترنت، قدم فيه بالتفصيل الدور الذي لعبه حمداش في عملية الفرار من سجن البرواڤية، التي ذهب ضحيتها عشرات الموقوفين من الحزب المحل “الفيس”، وقال إن العملية كانت مدبرة وأن حمداش تم إلحاقه بالسجن ليدبر محاولة الفرار، التي سمحت للجهاز بتصفية أهم إطارات الحزب المحل وكانت العملية مبررا كافيا للقضاء عليهم دون محاكمة.. وعلّل الكاتب الفرنسي “المؤامرة” التي لعبها حمداش ضد كمال داود، بأن النظام الجزائري الذي يعيش أيامه السوداء بسبب ضعف القيادة وكبر سن مسيريه، وقلق حلفائه التقليديين في الخارج على مسار التغيير في الجزائر، جعل سيناريو عودة التهديد الإسلامي هو الأقرب لإسكات هؤلاء المعارضين والمتسائلين عن الوجهة التي تتخذها الأمور في الجزائر. ويقول الكاتب إن الإسلاميين هم مخزون النظام الجزائري الذي فشل في تسيير البلد ووصل بها إلى عدة أزمات، هذا المخزون يخرجه كلما دعت الحاجة، ولذلك عادت فتوى حمداش وعاد الحديث عن مدني مزراڤ.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات