يقول الأستاذ راتب النابلسي: قال الله تعالى: {رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً * وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً}، فقوله {رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ} إنّه ربّ هذا الكون، والإنسان أحيانًا قد يعجب ممّن عرف الله ثمّ لا يحبّه، أو لمَن عرف ما عنده ثمّ زهد فيما عنده، أو لمَن عرف ما ينتظره إذا عصاه ثمّ يتورّط في معصيته.. فلا يوجد غيره؛ ولا توجد حقيقة أخرى غير هذا الإله العظيم، ولا يوجد منهج آخر إلّا منهج هذا الإله العظيم، ولا توجد جهة مسعدّة إلّا هذا الإله العظيم، فهذا هو الّذي أمرت أن تذكره وتتبتل إليه، إنّه خالق الأرض والسّماوات.{رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} أنت مدعو إلى الخالق؛ خالق الأكوان، وملك الملوك القدير العزيز الغنيّ الكريم.. الرّحيم.. {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتّخِذْهُ وَكِيلاً} ألا ترضى أن يكون الله وكيلك؟ إن كان الله وكيلك فأنتَ أقوى النّاس، وإن أردتَ أن تكون أقوى النّاس فتوكّل على الله، فليس هناك أسعد من إنسان سلّم أمره إلى الله وحرص على طاعة الله وسلّم أمره لله، إنّه يكون بذلك أقوى النّاس. {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً} لا تُعلِّق الآمال بأشخاص في الأرض لأنّهم ضعفاء مثلك، وقد يكونون أقلّ وفاءً لك ممّا تظن، بل علِّق الآمال بالله عزّ وجلّ، واجعل الله عزّ وجلّ محطّ الرِّحال ونهاية الآمال.{وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلاً} إنّ الجهّال كثيرون والمنحرفون أكثر، ولا يستوي الّذين يعلمون والّذين لا يَعلمون، فاصْبِر على هؤلاء، والصّبر من صفات المؤمن، فاصبر عليهم وتمنَّ هدايتهم، واشكر الله عزّ وجلّ على أن نجّاك من هؤلاء ولم تكن مثلهم، ففي هذا الوَقت قد يكون هناك أناس كثيرون في الملاهي والنّوادي اللّيلية، يرتكبون الموبقات ويتوهّمون أنّهم سعداء وهم في الأوحال.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات