38serv

+ -

 أكد الرئيس التشادي، إدريس ديبي إتنو، في ختام زيارته للجزائر دامت 3 أيام، على “تطابق وجهات النظر بين بلده والجزائر بشأن تسوية أزمتي ليبيا ومالي”. ودعا ديبي الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة والشركاء التقنيين الآخرين لدعم جهود بلدان جوار ليبيا، من أجل إيجاد تسوية سياسية للأزمة في هذا البلد. يحدث هذا في وقت دافع الرئيس التشادي، في اجتماع دكار الأخير، عن الخيار العسكري في ليبيا وطلب من “الناتو استكمال ما بدأه”.موازاة مع تأكيده، عقب المحادثات مع المسؤولين الجزائريين، على “تطابق وجهات النظر بين بلده والجزائر بشأن تسوية أزمتي ليبيا ومالي”، صرح إدريس ديبي بخصوص الوضع في ليبيا، بأن “جميع بلدان الجوار مطالبة بوضع أجندة موحدة لمساعدة هذا البلد”، معتبرا أن عدة أجندات من خارج المنطقة “تعيق الحوار بين الليبيين”. وأشار بالمناسبة إلى ضرورة قيام الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة والشركاء التقنيين الآخرين بدعم جهود بلدان جوار ليبيا من أجل إيجاد تسوية سياسية للازمة في هذا البلد. لكن الرئيس التشادي نفسه ، قال في منتدى دكار: “الآن ليبيا أرض خصبة للإرهاب وجميع أنواع المجرمين”. وأضاف أن “حلف الأطلسي عليه التزام استكمال ما بدأه في ليبيا”، في إشارة إلى التدخل العسكري ثانية بعد ذلك الذي أطاح بنظام معمر القذافي. للإشارة، طالب زعماء أفارقة مجتمعون في منتدى داكار الدولي للأمن والسلام في إفريقيا، شارك فيه وزير الدفاع الفرنسي، جون إيف لودريان، الدول الغربية بالعمل على حل الأزمة الليبية عبر التدخل العسكري.فهل يعني هذا التناقض في مواقف الرئيس التشادي، بين منتدى دكار وبين زيارته للجزائر التي انتهت، أمس، أن إدريس ديبي اقتنع حقا بوجهة نظر الجزائر التي ترافع لصالح الحل السياسي عبر حوار شامل بين الفرقاء الليبيين، على غرار ما يجري بين الفصائل المالية التي ستستأنف مفاوضات خلال شهر جانفي المقبل بالجزائر للاتفاق على الحل النهائي؟ أم أن الرئيس التشادي، الذي يعتبر عراب فرنسا في المنطقة، قدم تصريحات لكي لا يغضب الجزائر، لكنه مقتنع مثل باريس بضرورة التدخل العسكري لإنهاء ما وصفه وزير الدفاع الفرنسي بـ”تحول جنوب ليبيا إلى معقل للإرهابيين”.وكانت تصريحات منتدى دكار قد أغضبت الجزائر التي سارعت، على لسان الوزير المنتدب للشؤون المغاربية والإفريقية، عبد القادر مساهل، للرد في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، بأن الجزائر و”هي تواصل دعمها لجهود الأمم المتحدة في البحث عن حل سياسي لهذه الأزمة، تدعو إلى احترام لوائح مجلس الأمن ذات الصلة وتحث شركاء ليبيا على توحيد جهودهم قصد تعزيز خيار الحوار والمصالحة بين كل الليبيين”. وأعرب مساهل بأن تصعيد العنف في ليبيا “يشكل مصدر انشغال كبير بالنسبة للجزائر وبلدان الجوار”، غير أنه أكد بأنه “لا يمكننا أن ننظر إلى هذه الأزمة إلا من زاوية الأمن الوطني”، مستطردا في هذا الصدد: “إننا مدينون للشعب الليبي الشقيق الذي ساندنا خلال حرب التحرير الوطني”، في إشارة إلى سعي الجزائر لمساعدة الليبيين في حل الأزمة وإبعاد خطر التدخل العسكري الخارجي. ولعل هذا الأمر وراء ما ذهب إليه الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، في المؤتمر الصحفي، حيث تحدث عن تحفظ بعض دول الجوار الليبي على التدخل العسكري الدولي في ليبيا دون ذكر اسمها، في تلميح واضح لموقف الجزائر، مذكرا في الوقت ذاته بأن القرار في النهاية هو قرار الليبيين، وهم من “عبروا عن رغبتهم في التدخل العسكري”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: