“مصر لن تتــورط في حــرب بريــة إلا بتوافــق دولي”

+ -

ما هي قراءتك لنفي الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي البيان المنسوب للمجلس، والذي دافع فيه عن توجهات قطر، ورفض اتهام القاهرة لها بدعم الإرهاب؟ هذا التضارب الذي حصل نتيجة لما حدث قبل ذلك، عندما تم سحب سفراء السعودية والإمارات والبحرين من الدوحة، اعتراضا على السياسة القطرية تجاه مصر منذ “ثورة 30 يونيو”، وذلك بضغط من الملك السعودي الراحل عبد الله، وكان حينها التفاهم بين قطر والدول الخليجية مجتمعة على وقف مهاجمة مصر وغلق قناة الجزيرة مباشر مصر، وكان اتفاقا قد بدأ فعليا بين قطر ومصر، وانقلبت قطر على عقبها بعد وفاة الملك عبد الله، وعادت أسوأ مما كانت، وتصف عبر قناتها “الجزيرة” الرئيس السيسي بالانقلابي، وتواصل في مساندة جماعة الإخوان المسلمين، وتفجرت الأزمة مجددا عندما اعترض مندوب قطر بالجامعة العربية على الضربة الجوية التي شنتها مصر ضد تنظيم داعش الإرهابي، وهي ضربة حسب ميثاق الأمم المتحدة والمادة 51 لحماية الأمن القومي المصري، وأنا أستغرب من موقف قطر التي خرجت عن التوافق العربي، نجد حتى الدول الرافضة للتدخل العسكري وإمداد الجيش الرسمي بالأسلحة لم تتحفظ على الضربات الجوية، وتحفُّظ مندوب قطر يؤكد أن بلاده مرتبطة بالإرهابيين، أو على الأقل موافقتها على ما تفعله الجماعات الإرهابية المتطرفة، وإعلان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عدم صدور بيان يرفض فيه وصف مصر لقطر بأنها داعمة للإرهاب، دليل على أن قطر تلعب لعبة دبلوماسية خطيرة في مجلس التعاون الخليجي والأمم المتحدة ومجلس الأمن والجامعة العربية.وفيم تتمثل هذه اللعبة الدبلوماسية في نظرك؟ بداية أؤكد أني لست ضد قطر كدولة عربية شقيقة، ولا ضد الشعب القطري، نحن كعرب من الغرب إلى الشرق يجب أن نتوحد في ظل الظروف والتحديات التي نواجهها، والإصرار على تفتيت المنطقة ونشر الفوضى في سوريا والعراق وليبيا وسيناء، في محاولة لإسقاط النظام المصري، وعليه يجب أن نتوحد ونزيل الخلافات الثانوية لمواجهة المخططات الحالية، ودور قطر لا يتجاوب مع هذا التوحد الواجب، وهذا خطير، فهي تعمل على مواجهة التصدي ضد التوحد العربي بسلوكياتها ضد مصر، كما أنها تخلق فجوة بين من مع مصر ومن ضدها، وما قامت به قطر في مجلس التعاون الخليجي لعبة لا تليق بالمجلس، لأنها تسير بما يخدم موقفها وفقط، وتريد تدهور علاقة مصر بدول الخليج العربي.وما أسباب فشل مصر في حشد الدعم الإقليمي والدولي للتدخل العسكري في ليبيا، خاصة بعد معارضة الجزائر وتونس وقطر؟ أود أن أوضح بأن مصر أيضا ضد أي تدخل عسكري في ليبيا وتشجع الحل السياسي، وهذا ما قامت به وما تقوم به مع دول الجوار، حينما اجتمعت معهم أكثر من مرة لوضع حل سياسي في ليبيا، ومصر ليست ضد الحل السياسي، لكن عندما تمس الممارسات الإرهابية لتنظيم داعش الأمن القومي المصري والمواطن المصري، هنا تختلف الموازين، لأن الضربات التي نفذتها مصر ليست تدخلا في المشكلة الليبية في حد ذاتها لنصرة فريق ضد آخر، وإنما ضد داعش الذي يسلك سلوكا إرهابيا، والعالم كله يحارب تلك الممارسات الإرهابية، وأؤكد مرة أخرى أن مصر ليست ضد الحل السياسي، وتدعم الحوار بين الأطراف المتنازعة، وقبولها لنتائج الحوار، لكن هل داعش تؤمن بالآخر أو بسياسة الحوار؟! مصر فعلت ما لديها ودافعت عن أمنها القومي، وهذا حقها، وطالبت بشكل دبلوماسي باستصدار قرار للتدخل العسكري لأنها تشعر أن هذا في صالحها وصالح أمنها، صحيح أن تونس والجزائر رفضتا ذلك، لكن مصر فعلت ما عليها دبلوماسيا، ومن حقها تأكيد وجهة نظرها، وإذا لم يقتنع مجلس الأمن فستظل تدافع عن أمنها وشعبها. في ذات الوقت لا أعتقد أن مصر ستنزلق في حرب عسكرية منفردة، بل أعتقد أن القرار المصري سيظل محتفظا في حقه على الرد، عندما يتطاول داعش على الأمن القومي المصري، ولن تتورط في حرب برية أو تدخل عسكري إلا إذا كان بتوافق دولي.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: