هذه سُنّة حسنة ولمَن سنّها أجرها وأجر مَن عمل بها إلى يوم القيامة كما جاء في الحديث النّبويّ الشّريف. فلا غضاضة أبدًا في أن يَعنَى بها المسلمون وأن يجتمعوا عليها بشرط أن يكون احتفالهم بهذه الذِّكرى غير خارج عن حدود شرع الله الحنيف.وخير ما يكون في هذا الاحتفال هو تدارس حياة النّبيّ الكريم وتفهّم العبر والعظات الّتي تحويها هذه الحياة ثمّ السّير على منهاج هذا الدّين العظيم. ألَا ترى أنّ الإمام ابن مرزوق رحمه الله صرّح في كتابه “جنا الجنّتين في فضل اللّيلتين” بإيثار ليلة مولد الرّسول صلّى الله عليه وسلّم على ليلة القدر، واحتجّ بإحدى وعشرين وجهًا. أمّا مدح الرّسول صلّى الله عليه وسلّم بما هو أهله فهذا شيء ليس مباحًا فقط بل هو واجب على كلّ مسلم لأنّ الله تبارك وتعالى يقول: “إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا” الأحزاب:56، وصلاتنا على الرّسول تتضمّن مدحًا له وثناء عليه وطلبًا للمزيد من تكريمه عند الله عزّ وجلّ. وإلى هذا يشير الإمام البوصيري رحمه الله بقوله:دع ما ادّعَتْهُ النّصارى في نبيّهم واحْكُمْ بما شِئت مَدحًا فيه واحتكموانسب إلى ذاته ما شئت من شرف وانسب إلى قدره ما شئت من عظمفإنّ فضل رسول الله ليس له حدّ فيعرب عنه ناطق بفمإنّ الاحتفال بذِكرى مولد سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم يعيد أيضًا إلى الأذهان مسيرة رسول الهدى الّذي استطاع بجهاده وأخلاقه ودعوته أن يجمَع قبائل متناحرة متشتّتة ويجعل منها بإذن الله خير أمّة أُخرجت للنّاس تعلي راية الحقّ وتدفع قوافل الشّهداء لتحطيم عروش الباطل والاستبداد.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات