38serv
أطلق الشيخ خالد بن تونس، مساء أمس الأول، من وهران، الحملة العالمية لجمع التوقيعات، بهدف إعلان “يوم عالمي للعيش معا”، المبادرة التي أعلن عنها شيخ الطريقة الصوفية العلوية في الخريف الماضي من نفس المدينة في اختتام، الندوة العالمية للمرأة في أكتوبر الماضي. اختار بن تونس مركز الأب كلافري في أسقفية وهران، لإطلاق مبادرة جمع التوقيعات، حيث يسعى إلى تحقيق مليون توقيع من كل أنحاء العالم، لإيداعها لدى هيئة الأمم المتحدة. وشرح بن تونس مسعاه المبني على تعاليم الدين الإسلامي الذي يدعو إلى السعي نحو الآخر والعمل على تجسيد الإضافة الإيجابية في الحياة الإنسانية، ويرى أن أكبر واجبات الإنسانية اليوم، هي تحقيق السلم بين سكان المعمورة والسعي إلى توجيه الجهود من أجل تحقيق السر الذي وضعه الخالق في دواخل كل إنسان، هذا السر هو الرحمة والتآخي والسلام. وتساءل صاحب المبادرة التي جنت منذ إطلاقها قرابة 20 ألف توقيع في مختلف أنحاء العالم “قد تقولون ماذا نستطيع أن نفعل في عالم لا يتوقف عن التوجه نحو الانحراف؟ أنا أقول إننا نعيش اليوم في عالم هائل، تراجع فيه مستوى العنف إلى أكثر من 17 بالمائة، مقارنة بالقرنين الـ18 والـ19. فقد كانت البشرية تتقاتل يوميا وفي كل أنحاء العالم، وكان عددها آنذاك في حدود مليار نسمة. اليوم يعيش في المعمورة أكثر من تسعة ملايير آدمي، إلا أن الإعلام العالمي لا يرى إلا ما يحقق له الربح المادي من حروب واقتتال، ويتعمد عدم الانتباه إلى كل مبادرات الخير والسلم، لأنه يحقق الربح المادي في الترويج للقتل والفتن، لأن ذلك يحقق أرباحا وأموالا طائلة”. وقال خالد بن تونس: “تنفق دول العالم أموالا هائلة على الحرب، لكن لا أحد يهتم بنفقات السلم والتآخي، حيث يتم تجنيد أكثر من 9 تريليون دولار للحرب كل سنة. إنه رقم مفزع، لكنه الحقيقة، ويبين أيضا حجم المجهودات التي تبذلها البشرية اليوم للاقتتال. لقد اكتسب الإنسان المعاصر من القوة ما يمكنه من تدمير الكرة الأرضية عشرة مرات، إنه الواقع المرعب. لكننا نستطيع أن نقلب الموازين بالترويج لثقافة السلم والأخوة. ولا يجب على أي فرد منا أن يستصغر مساهمته مهما كان الاختلاف الديني، العرقي، الاقتصادي، الجغرافي وغيرها، لإنقاذ العالم والبشرية. هذا العالم الذي يبيع شماله الوهم للجنوب، وتحول البحر المتوسط ملتقى كل الحضارات الإنسانية إلى مقبرة للهاربين من الفقر والحروب والقتل”. وكشف شيخ الطريقة العلوية أنه يأمل أن تتوج مبادرة “السلام رغبتي” بتأسيس “أكاديمية عالمية للسلام، مادات للحروب أكاديميات في كل أنحاء العالم، لماذا لا نعمل على تجسيد أكاديمية للسلم تقضي على كل الأوثان الجديدة، كما قضت الديانات السماوية على الوثنيات السابقة. إننا اليوم تحكمنا وثنية “الدولار والسوق”، لا بد على الإنسانية أن تتحرر منهما ليعيش البشر في أمان”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات