38serv
روى الإمام النسائي عن أسامة بن زيد رضي اللّه عنهما قال: قُلت يا رسول اللّه: لم أَرَكَ تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: “ذاك شهر تغفل النّاس فيه عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى ربّ العالمين، وأحبّ أن يرفع عملي وأنا صائم” رواه النسائي.عن أنس بن مالك رضي اللّه عنه قال: كان رسول اللّه يصوم ولا يفطر حتّى نقول: ما في نفس رسول اللّه أن يفطر العام، ثمّ يفطر فلا يصوم حتّى نقول: ما في نفسه أن يصوم العام، وكان أحبّ الصوم إليه في شعبان” رواه أحمد.تضمَّن هذا الحديث معنيين مهمّين: أحدهما أنه شهر يغفَل النّاس عنه بين رجب ورمضان، وثانيهما أن الأعمال ترفع وتعرض على ربّ العالمين؛ وأمّا كون شعبان تغفل النّاس فيه عنه، فإن ذلك بسبب أنه بين شهرين عظيمين، وهما الشّهر الحرام رجب وشهر الصّيام رمضان، فاشتغل النّاس بهما عنه، فصار مغفولاً عنه. وكثير من النّاس يظنّ أنّ صيام رجب أفضل من صيام شعبان لأنّ رجب شهر محرّم، وهذا ليس بصحيح، فإنّ صيام شعبان أفضل من صيام رجب للأحاديث المتقدمة.إنّ من شدّة محافظة سيّدنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم على الصّوم في شعبان أنّ أزواجه رضي اللّه عنهنّ كُنّ يقُلن أنّه يصوم شعبان كلّه، مع أنّه صلّى اللّه عليه وسلّم لم يستكمل صيام شهر غير رمضان، فهذه عائشة رضي اللّه عنها وعن أبيها تقول: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يصوم حتّى نقول لا يفطر، ويفطر حتّى نقول لا يصوم، وما رأيتُ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم استكمل صيام شهر قط إلاّ شهر رمضان، وما رأيتُه في شهر أكثر صيامًا منه في شعبان” رواه البخاري ومسلم.ولشدّة معاهدته صلّى اللّه عليه وسلّم للصّيام في شعبان قال بعض أهل العلم: إنّ صيام شعبان أفضل من سائر الشّهور، وإن كان قد ورد النّص أنّ شهر اللّه المُحرَّم هو أفضل الصّيام بعد رمضان، فعن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “أفضل الصّيام بعد رمضان شهر اللّه المُحَرَّم، وأفضل الصّلاة بعد الفريضة صلاة اللّيل” رواه مسلم.فشعبان شهر عظيم، عظَّمه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وفيه ليلة عظيمة أيضًا هي ليلة النّصف من شعبان، وقال عليه الصّلاة والسّلام في شأنها: “يطّلع اللّه إلى جميع خلقه ليلة النّصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلاّ لمشرك أو مشاحن” رواه الطبراني وابن حبّان عن معاذ بن جبل رضي اللّه عنه، وهو حديث صحيح.وهي فرصة لكلّ مسلم يُريد رِضَا اللّه سبحانه وتعالى، ويُريد دخول الجنّة أن يصلح ما بينه وبين خصومه من قريب أو بعيد، سواء كان من أهله أو صديقه أو أيّ شخص آخر، وكذلك عليه أن يدع الذنوب ويتوب من المعاصي مهما عظُمَت أو صغرت.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات