38serv
اعتبر أساتذة شاركوا في الملتقى الدولي الثالث حول “فقه الواقع ومستقبل التّجديد في النّهضة الإسلامية” الّذي نظّمته، أوّل أمس، بسطيف، جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، أنّ التشيّع والتّنصير والفرق الضّالة تعدّ خطرا حقيقيا على المواطن الجزائري.هذه الفكرة تطرّق إليها بكثير من التّفصيل الأستاذ يوسف العايب من جامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة، والّذي أكّد، في حديث خاص بـ«الخبر”، أنّ العالم اليوم يعرف فعلاً انفتاحًا إعلاميًا وسياسيًا كبيرًا، معتبرًا أنّ هذا الانفتاح “يروّج لنماذج في التديّن كالعقيدة والفقه والسّلوك وحتّى في الطّريقة”، وفي الوقت نفسه يشير إلى أنّ “الدولة تحرص على ترويج نموذج معيّن فقط، وعيًا منها بأنّ هذا النّموذج هو عين الهوية”.وفي ظلّ هذا، يتساءل الأستاذ عن كيفية التّعامل مع هذه اللامركزية الّتي يقصد بها تعدّد المذاهب وكيفية التّعامل مع الواحدية الاختزالية في المرجعيات، متسائلاً “هل اللامركزية أو تعدّد المذاهب تعدّ عاملاً للاستقرار وثبات المجتمع أم أنّها عكس ذلك؟ وهل الاختزال أو الاقتصار على مذهب واحد يؤدّي إلى الاعتراف بالآخر وقبوله ضمن المنظومة الدّينية الواحدة؟”.وعمليًا، حسب الأستاذ، فإنّه من الضرورة الوعي بأنّه لا تغيير دون فقه عميق للمكوّن الأساسي للعقل المسلم أو الدّين، ولا تغيير دون العمل على ترسيخ القيم الدّينية الاجتماعية الّتي ألّفها ودأب عليها الجزائريون في المذهب والطّريقة والرّواية، ولا تغيير دائمًا، حسبه، دون الاعتراف بالآخر داخل المنظومة نفسها ويقصد هنا التعدّدية المذهبية، غير أن التعدّدية المذهبية غير الواعية أو الاختزالية الإقصائية يعدّان طريقان إلى قتل قيم المجتمع وثوابته التّاريخية، ومنه فالاعتماد على مرجعية واحدة مغلقة تعدّ خطرًا على وحدة الأمّة والتفتّح على مرجعيات متعدّدة دون الارتكاز على المرجعية الأصل يعدّ كذلك خطرا على الأمّة.وحذّر الأستاذ في نهاية المطاف من التشيّع والتّنصير وحتّى من بعض الفرق الّتي ظهرت في الجزائر على قلّتها ومحدوديتها كالأحمدية الّتي فتحت بشأنها تحقيقات أمنية سابقًا، من مخاطرها في ظلّ التفتّح الإعلامي والفراغ المرجعي لدى المواطن الجزائري.يذكر أنّ هذا الملتقى الّذي نظّم حول فقه الواقع ومستقبل التّجديد في النّهضة الإسلامية، قد اختتمت فعالياته مساء أوّل أمس بسطيف، وناقش، على مدار يومين كاملين، عدّة موضوعات نشّطها أساتذة من داخل وخارج الوطن.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات