38serv
خصصت الدورة العاشرة للمسرح الوطني المحترف لتكريم الفنان الراحل وأحد أعمدة المسرح في الجزائر عز الدين مجوبي، الذي اغتالته أيادي الغدر والإرهاب أمام مبنى المسرح الوطني في 13 فيفري 1995. وتحلم دورة المسرح الوطني المحترف هذا العام، التي باتت حدثا وطنيا خاصا بعد أن حصرت في المشاركات الجزائرية وعدم دعوة الأجانب، بإعادة أبي الفنون إلى عصره الذهبي؛ إلى زمن مجوبي وبشطارزي. أوراق كثيرة وإنجازات من حياة الراحل كانت حديث الذكرى؛ فهذا يفتش في دفاتره عن وصية، والآخر يبحث في خزانته عن صورة جمعته بالراحل عز الدين مجوبي، أو حوار مسرب من لحظة صدق، كما قال الإعلامي الإذاعي سليم سعدون إن آخر لحظات حياة الراحل عز الدين مجوبي الصديق والجار والعزيز كانت حزنا على اغتيال الصحفي سعيد مقبل، ولم يكن يعلم أن روحه موصولة بالمصير ذاته في صباح اليوم الموالي.وُلد الفنان عز الدين مجوبي وهو ابن محام أصوله من حمام قرقور (سطيف) في مدينة عزابة بولاية سكيكدة في 30 أكتوبر 1947، وبدأ نشاطه كممثل مع مطلع الستينيات بتشجيع من الفنان الراحل علي عبدون. والتحق في 1963 بالكونسرفاتوار بالعاصمة، وكانت بدايته الفنية بالإذاعة الوطنية بين 1965 و1968. بعد تجربة مميزة في المسرح، حيث شارك في أعمال من الربيرتوار الكلاسيكي، قدم عدة أعمال تلفزيونية منها “يوميات شاب عامل” لمحمد افتيسان وفيلم “خريف 1988” لمالك الأخضر حمينة الذي يصور أحداث أكتوبر 1988.«الحافلة تسير” رغم هذا الخريف الذي ألهب الجزائر لسنوات ودفع الحقل الفني والثقافي الكثير من التضحيات، ولكن الوردة لم تذبل والحلم لم يمت، وفي ثنايا خشبة مسرح الوطني محي الدين بشطرزي لا تزال تحتفظ بأداء العملاق عز الدين مجوبي، وتحمل له يوما بعد تحية تقدير وإجلال، فـ«حافلة تسير” 1985 لا تزال تسير مع حلم الشباب، من الجنوب والشمال والغرب والشرق، تفاعل كبير عرفه اليوم الذي خصص لتكريم الراحل.صحيح نحن نعيش في “عالم البعوش” لكن “الأفكار ما غابو”، فذكريات التلاميذ مع الأستاذ لم تمت؛ عز الدين مجوبي كان المعلم لكثير من أبناء اليوم.. تعلموا منه فنون الإبداع والجمال والحب في زمن الخوف والغدر، في زمن الإرهاب، كما قال السينوغرافي عبد الرحمان زعبوبي إنه عرف عز الدين مجوبي أستاذا وقدوة في المسرح، فذكريات زعبوبي الطالب نحتت بها لحظات لقائه بالراحل عز الدين مجوبي، الذي منحنه فرصة تصميم سينوغرافيا مسرحية “عالم البعوش” وهي أول تجربة، يقول، لي مع مسرح تابع للدولة وهي فرصة ثمينة وغالية، يتذكر تفاصيلها جيدا رفيق وزميل الإبداع سيد أحمد الذي كان في مقهى طونطونفيل لدراسة مختلف النماذج التي صممتها للعرض بعد تمعن في النص واختيار أفضلها. كما يقول المخرج السينمائي جمال بن ددوش، الذي شارك الراحل في عالم السينما بعد أن منحه بن ددوش دور المفتش في فيلم من إخراجي بعنوان “الاختطاف” وذلك سنة 1992، إن عز الدين مجوبي كان يتكلم بشجاعة دائما، “ولا شيء على لسانه غير الحقيقة، رغم سحابة الخوف التي خيمت على الجزائر سنوات العشرية السوداء.”أبت الدورة العاشرة للمسرح الوطني إلا أن تعيد ذكرى “العيطة”، وقد أطلقت على أحد عمالقة المسرح الجزائري اسم “مجوبي ملك الركح”، من خلال برنامج خاص ضمن فعاليات المهرجان الذي يمتد إلى غاية 2 جوان 2015 بمشاركة 14 فرقة مسرحية، مع تكريم عدد من الوجوه الفنية والمسرحية، مثل الراحلين فتيحة بربار وسيد على كويرات، كما تم تنظيم ملتقى علمي لمناقشة موضوع “التأثيرات الشرقية والغربية في المسرح الجزائري”، بمشاركة العديد من الأساتذة والمختصين.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات