38serv

+ -

 وافقت الولايات المتحدة الأمريكية، ومعها فرنسا والدول الغربية، على دعم حكومة العبادي العراقية في مواجهة تنظيم الدولة الإرهابي المعروف بـ”داعش”، من خلال تسليح الجيش العراقي وتدريبه ليستطيع استعادة مدينة الرمادي الإستراتيجية من أيدي التنظيم الإرهابي، الذي أصبح أقرب ما يكون للعاصمة بغداد. بالمقابل، اشترطت الدول الغربية على حكومة العبادي إرساء المصالحة مع المكون السني وإعادة إدماج العشائر السنية في عملية مكافحة تنظيم الدولة، وإخضاع الحشد الشعبي المشكل من ميليشيات شيعية لقيادة الجيش العراقي.خلصت قمة التحالف الدولي للتصدي لتنظيم “الدولة” الإرهابي، المعروف بـ”داعش”، المنعقدة في باريس، أمس، بمشاركة وزراء 20 دولة من الغرب والشرق الأوسط، على رأسها العراق، إلى جملة من التدابير العسكرية والسياسية التي تخدم مصالح الطرفين، حيث تم قبول مطالب كل طرف ولم يبق اليوم سوى الدخول في معركة حاسمة ضد داعش.الاجتماع كان في شكل ورشات عمل، عرض من خلالها رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، مطالبه المتمثلة في تزويد العراق بالسلاح الكافي والذخيرة الحربية اللازمة لتنفيذ خطته العسكرية لاسترجاع مدينة الرمادي، إلى جانب تدريب وتجهيز القوات المحلية من البشمركة والعشائر السنية، وهو الدعم الذي وافقت على منحه دول التحالف، بما فيها فرنسا وأمريكا، للعراق، شريطة إلزام هذه الأخيرة بإرساء المصالحة الوطنية مع تعزيز الإصلاحات، إلى جانب ضرورة إدماج العشائر السنية وتدريبها جيدا بغية تمكينها من أداء دور حاسم في مواجهة داعش، كونها الوحيدة المخولة بالقيام بذلك، بالإضافة إلى إخضاع مليشيات الحشد الشعبي الشيعي للقيادة العراقية واجتناب أن تكون مستقلة بذاتها. وهي المسائل التي وافق عليها بدوره رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، الذي أشار إلى خطر انتشار تنظيم الدولة الإرهابي، الذي أصبح يهدد العالم أجمع، موضحا أن دول الغرب عرفت هزيمة في مواجهة داعش، بالنظر إلى إكثارها من الخطابات وتقليلها من القيام بالأفعال على أرض الواقع.وفي السياق ذاته، طلب العبادي تقديم يد المساعدة من أجل تنفيذ خطة العراق لاسترجاع الرمادي، بتمكينه من الحصول على صواريخ مضادة للمدرعات التي تمتلكها داعش، والتي تعيق الطريق أمام الحكومة العراقية لكبح داعش. بينما أكد وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، عزم باريس، بالتعاون مع دول التحالف، على محاربة تنظيم الدولة، وذلك من خلال توقيف المقاتلين القادمين من سوريا إلى العراق. فيما ألح ممثل وزير الخارجية الأمريكي على تسريع تدريب القبائل المحلية، لاسيما بعد استيلاء داعش على نسبة 25 في المائة من الأراضي العراقية، إلا أن الأمور في سوريا تبقى غير واضحة أمام الدعم الروسي، الغائب الأكبر في القمة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات