38serv
ناقش أمس، الكاتب والصحفي بوعلام رمضاني، إشكالية “المهاجرون والثقافة تراجيديا الضياع المزدوج”، عاد الكاتب خلال المحاضرة التي قدمها بمقر الجاحظية سنوات عديدة إلى الوراء، ساردا ظروف الجالية الجزائرية بالمهجر خاصة فرنسا، التي تعتبر النموذج المثالي لدراسة هذه الإشكالية التي تنطبق بطبيعة الحال على بقية المهاجرين العرب، يقول رمضاني “إن الجالية الجزائرية تدفع ثمن الضياع الثقافي، خاصة بعد أحداث باريس الأخيرة، وكتاب باريس الجزائر تناول موضوع المهاجرين بطريقة سلبية، وأحداث “شارلي إيبدو” كلها أساءت للمهاجرين العرب”، معتبرا حال المهاجر الجزائري أحسن مثال كونه عانى الأمرين، بعدما هرب من ويلات المستعمر وجهله، وجد نفسه بين أيدي الماكنة الغربية التي استنزفته بدنيا.تأسف رمضاني، من جانب آخر عن افتقاد الجزائر لاستراتيجية تنموية وثقافية تجعل من المهاجرين سندا قويا لنشر ثقافاتها، عوض التشكيك في ولائهم لمجرد تواجدهم في دولة من المستعمرات القديمة. وتساءل عن مصير الحياة الثقافية للمهاجرين الجدد الذين تخرجوا من معاهد وجامعات الجزائر المستقلة، والذين أطلق عليهم ساركوزي لاحقا اسم “جيل الهجرة المنتقاة”، الذين يعانون أيضا من نفس الانقطاع عن الحياة الثقافية، مثلهم مثل المهاجرين القدامى ويعيشون بدورهم على هامش الثقافة سواء بالجزائر أو فرنسا، قائلا الجالية التي تفتقر إلى مجلة ناطقة باسمها ومفصولة عما يحدث ببلدها وما يحدث حتى بفرنسا، هي ضحية مزدوجة، فلا هي موجودة في الجزائر ثقافيا ولا في المهجر، وبحكم عددها يقول المحاضر “الجالية الجزائرية الأكثر تجسيدا للضياع الثقافي، والأقل حضورا بنشاط جاليات الدول المغاربية، سواء بعلاقتهم بالبلد الأصلي أو نشاطاتهم الدينية والتعليمية”.قدم رمضاني أمثلة عن حالات الضياع الثقافي المزدوج، منها عدم إقبال الطلبة وبعض الدبلوماسيين، على المكتبات البلدية المجانية، وعلى المسارح والمعارض، وعلى الصحف المجانية والكتب التي تباع بأسعار رمزية، وعلى رسومات الفنانين التشكيليين واستماع الشعر مجانا، معلقا “هذا يبرهن على عيش الجالية المهاجرة على هامش الحياة الثقافية”، وتأسف للإقبال المحتشم للمهاجرين، خاصة عندما تنظم تظاهرات ومعارض تاريخية بالمركز الثقافي الجزائري، حسب ما أفاد به ياسمينة خضرة المدير الأسبق. وتأسف الإعلامي رمضاني لوضع المركز الثقافي الجزائري قائلا “في بلد تصرف فيه الملايير في تظاهرات أصبحت فرصة لتكريس الفساد، لا يقبل المهاجرون على المركز إلا فئات قليلة في حين يمتلئ حين تبرمج فيه حفلات للراي أو الشعبي أين يتحول المكان إلى نادي للرقص، بالإضافة إلى توجّهه المشبوه بحكم عدم تمثيله للثقافة الجزائرية وطغيان التوجه الفرونكوفوني فيه. ختم رمضاني محاضرته بالتعبير عن أمله في الوزير الجديد ميهوبي لتغيير الوضع الذي يعيشه المهاجرون ويتحمل مسؤوليته باعتباره ابن قطاع الثقافة، ويخرج الجالية الجزائرية التي يبلغ عددها الخمس ملايين من الجهل الثقافي، وتعيش حياة ثقافية مثلها مثل بقية المهاجرين من دول العالم.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات